ولما أن كان في ربيع الثاني، خرج سعود من الرياض يحنوده واستنفر من حوله من العربان، وجمع غزو البلدان فاجتمع إليه خلائق كثيرة، فلما جمع هذه الجنود زحف بها لقتال مصلط بن ربيعان ومن معه من عتيبية، وكانوا على ماء طلال المعروف فصبحهم بتلك الجنود، فلما توافوا حصل بين الفريقين قتال شديد تقارعت له الأبطال، ثم إنها صارت الهزيمة على سعود وجنوده، فقتل منهم خلق كثير وجم غفير، وأخذ العتبان غالب سلاحهم وركابهم وفرشهم وأمتعتهم، وكان من أعيان القتلى سعود ين صنيتان ومحمد بن أحمد السديري الأمير المشهور أمير بلدة الغاط إذ ذاك وأخوه عبد العزيز وعلي بن إبراهيم بن سويد أمير بلد جلاجل، وقتل من أهل شقراء فهد بن سعد بن سدحان وسعد بن محمد بن عبد الكريم البواردي وصالح بن إبراهيم بن موسي بن فوازن بن عيسى وسليمان بن عبد الله بن خلف بن عيسى وعبد العزيز بن أحمد بن منيع.
وفيها قام السادة من أهل صنعاء على الإمام واستعانوا بالأتراك، فدعوهم إلى صنعاء، ففازوا هذه المرة ووطدوا في الجبال العالية حكمهم إلى حين، لأن أهل اليمن الذين يثورون على ساداتهم، والسادات الذين يتمردون على إمامهم لا يوالون الأجنبي طويلًا.
وفيها تم عمل الكسوة الباطنة الداخلية الحمراء للكعبة المشرفة زادها الله تشريفًا وتكريمًا, وكانت من الحرير الأحمر مكتوب فيها بالنسيج الأبيض لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله جل جلاله ثم سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، يا حنان يا سلطان يا منان يا سبحان، فاستمرت هذه الكسوة من هذه السنة في آخر ولاية السلطان عبد العزيز خان إلى نهاية ٦٣ سنة لم تغير حتى استحال لونها رمادي.