ثم أفرغت ضارة من كل الجهات بحيث إن أحرقت ضرّت وإن ألقيت في البحر أحدثت أضرارًا، ولا ريب أن الذين يبيتون الغدر للبنان لم يكتفوا بالتحريش وإلقاء التشاجر فيما بينهم حتى بعثوا إليهم ما يبيدهم إن استعملوه وهي من الأعمال السرية التي تجري بالخفاء وقد اكتشف الأطباء تلك المواد والنفايات فوجدوها مسمومة مهلكة.
وقد تلقت وزارة الخارجية اللبنانية من القنصل العام للبنان في إيطاليا يسأل فيها عن شركة لبنانية تولت أمر إتلاف نفايات صناعية كيميائية إيطالية في لبنان ويقول القنصل في برقيته أن الشركة اللبنانية قدمت أوراقًا قانونيًا وعليها أختام رسمية وتواقيع مسؤولين بحيث سمح لها أن تتولى نقل هذه النفايات فاستقبلتها وطمرتها في لبنان ورغم برقية القنصل فالنفايات كانت قد رحلت إلى لبنان، وكان المقصود منها إيقاع الأذى والأمراض في لبنان بأيد فعالة ذكرت ذلك جريدة الشرق الأوسط في عددها (٣٤٩٧) من هذه السنة.
ولقد قام رجال المقاومة اللبنانية بلغم أرضي مضاد للمدرعات الإسرائيلية داخل الشريط الحدودي المحتل بجنوب لبنان، فأصيب عدد من جنود الاحتلال الإسرائيلي بجروح بالغة وهاجموا هؤلاء الجنود وأمطروهم بوابل من نيران الرشاشات بعد انفجار اللغم وهاجم رجال المقاومة أيضًا موقعًا تابعًا لليهود في ذلك الموضع المحتل فاستخدموا الأسلحة الرشاشة والقنابل الصاروخية مما حمل اليهودي على جلب طائرات الهليوكبتر لنقل المصابين من ذلك الموضع إلى مستشفياتهم واستمر التوتر في الجبل وبيروت الشرقية ووقع اشتباك مسلح في بلدة كفر شيما في إقليم الخروب بجبل الشوف استعملت فيه الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية مما أسفر عن إصابة عدد من القتلى والجرحى، وهذا كان في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة، أما ما فعلته اليهود المشؤومة فقد قامت في أوائل هذه السنة في ١٢/ ١ بحملة على المخيمات في لبنان وأمطرتها وابلًا من