(يونيو) وألقي القبض على الرئيس الأول الصادق المهدي بعدما حاول الفرار وغير هيئته ثم نزل من القصر بحبل ولكن إلقي القبض عليه لمحاكمته وسيق هو وعدد من وزرائه وسط قافلة عسكرية متجهة إلى أحد سجون الخرطوم.
وقد استولت مدرعات العقيد موسى عبد الرحمن التي قادها على كل المناطق الحيوية في العاصمة وكان أحمد فضل الله وعلي يوسف من جملة الذين اعتقلهم المهدي في ثورة فشلت قبل ذلك فأفرج عنهم وثاروا ضده في هذه الثورة التي نجحت، ثم إن الخرطوم هدأت بعد سيطرة الجيش على القصر الجمهوري وأصدر قائد الثورة عمر حسن البشير مرسومين نصا على تعطيل الدستور وإلغاء رخص الصحف وحل المؤسسات الحكومية والبرلمان وحل الأحزاب والنقابات العمالية، وحذر المرسومان من أي معارضة وأعلن منع التجول في الخرطوم بين الساعة السادسة مساءً حتى الساعة السابعة صباحًا وقال أنه سيتولى مناصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وكان قواد ثورة يونيو هذه وطنيين متدينين.
ولما أن اعتقل الرئيس الأول الصادق المهدي وصاحبه أحمد الميرغني قامت قواد الثورة الجديدة يبثون سيئاته واحتكاره الأطعمة والأغذية عن المواطنين الذين يعيشون في حالة بؤس من الجوع والفقر ويلاقون من أتعاب الحياة والمساعدات المجلوبة إلى السودان مكدسة لديه، هكذا ذكروا.
وفيها في ليلة التروية مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء وقع انفجاران حوالي الحرم المكي الشريف عن قنبلتين خارج المسجد إلى جهة الجنوب معبأتين كان ضحيتهما هلاك شخص واحد باكستاني وجرح ستة عشر شخصًا آخرين، فتأثرت الحكومة السعودية لذلك وأقامت لجنة للتحقيق والكشف عن فاعلي ذلك.
وجاءت الأنباء واردة من جميع حكومات الإسلام والعرب مستنكرين لذلك العمل الإجرامي في أقدس بقعة على وجه الأرض وأعلنوا شجبهم لذلك