عليان في القصر، ثم كتبوا إلى محمد وصالح يأمرونهم بالقدوم في الحال، فقدموا وجنودهم وحصل بينهم وبين أهل القصر قتال، وكان آل أبي عليان قد أرسلوا إلى زامل وأهل عنيزة يريدون النصرة منهم فامتنعوا.
ولما ثار الحرب بين الفريقين كان أول من باشر القتال علي بن محمد الصالح أبا الخيل ومعه رجل يدعى السولة، فجعل علي بن محمد يتهدد ويتوعد ويقول والله لنقتلكم قتلةً ما قتل بها أحد، فأجابه آل عليان وأنذروه أن ينجو بنفسه لئلا يلحقوه به، فلم ينته فضربوه برصاصة قضت عليه، وكان قد جاء ومن معه بأبواب تقيهم السهام ثم ضربوا حسن بن عودة آل أبي الخيل برصاصة فوقع ميتًا ثم قام أهل بريدة وآل مهنا فحفروا لغمًا من تحت الأرض إلى أن وصلوا المقصورة التي فيها آل أبي عليان فحشوه بارودًا وثوروه، فثار وسقطت المقصورة بمن فيها، فهلك بعضهم تحت الهدم وأمسكوا بقيتهم فقتلوهم، ولم ينج غير إبراهيم بن عبد الله بن غانم وزيد الحائك لأنه الذي ذهب إلى أهل عنيزة، وكان من أعيان المقتولين صالح بن عبد العزيز آل محمد، وابن أخيه عمر بن تركي بن عبد العزيز آل محمد، وابن أخيه الثاني إبراهيم بن علي بن عبد العزيز آل محمد، وعبد الله بن حسن آل عبد المحسن آل محمد.
ثم تولى إمارة بريدة حسن بن مهنا لما وصل بعد الحادثة إليها.
وهذه ترجمة مهنا:
هو الأمير الخطير والبطل الشهير أبا الخيل مهنا الصالح الحسن آل أبي الخيل من عنزة أمير الإمام فيصل على بريدة.
وكان رسول أهل القصيم إلى الإمام فيصل بن تركي لما خرجوا عن طاعته وطلبوا الصلح، فلما قدم رسولًا من أهل القصيم انتظم على يده الصلح، وما زال يتودد إلى الإمام حتى كتب معه أنهم يدفعون الزكاة ويركبون معه غزاة ويدخلون في السمع والطاعة والجماعة، فرجع مهنا إليهم بذلك وكان شجاعًا مقدامًا وتاجرًا كبيرًا من كبار التجار، ولما أراد الإمارة أشار عليه أحبابه وذوو