عبد الله ومدلج من آل أبي عليان وحبسهم، وكان قد نمي إليه بأنهم يكاتبون من بقي من عشيرتهم في عنيزة بعد توليه، يحسنون له السطوة على بريدة، فلما أودعهم السجن ولبثوا فيه هربوا منه ذات ليلة، فانتبه لفرارهم الأمير حسن وبعث في طلبهم برجال من المهنا فأدركوهم وألقوا القبض على عبد المحسن وابنه عبد الله فقتلا، وفاتهم مدلج بن عبد المحسن فلم يتمكنوا منه، بل فرّ إلى عنيزة.
وفيه أيضًا قام عثمان بن عبد الله بن نشوان على عبد الرحمن بن إبراهيم الخراشي في بلدة أشيقر فرماه بمسدس فوقعت الرصاصة في رأس عبد الرحمن وسقط على الأرض فظن عثمان أنه قضى عليه، فذهب عنه، فأتى عشيرة المقتول إليه ووجدوا به رمقًا فحملوه إلى مكان وأخفوه إلى الليل، فبلغ الخبر عثمان المذكور، فأخذ يفتش عليه سائر يومه ذلك ليجهز عليه فلم يجده، ولما كان من الليل جاء إليه عشيرته البسام وكانوا قد اختفوا في النهار خوفًا على أنفسهم من آل نشوان، فحملوه إلى بلد شقراء وجارحوه وأخرجوا الرصاصة من رأسه فشفاه الله تعالى.
ولما كان بعد ذلك بأيام، سطى آل بسام على آل نشوان في أشيقر وأخرجوهم منه إلى بلد الحريق بغير قتال، ثم قام آل نشوان في رجب من هذه السنة فسطوا في أشيقر ومعهم سبعون رجلًا من أهل الحريق كبيرهم الأمير محمد بن إبراهيم بن نشوان، فدخلوا في داره المعروفة في جانب البلد، فعندما حصرهم آل بسام في الدار حتى أشرفوا على الهلاك، فلما دخل الناس في صلاة المغرب هربوا إلى بلد الحريق بعد جهد شديد، وقتل منهم عثمان بن إبراهيم الطويل ومحمد بن عبد العزيز بن حسن بن نشوان، ثم بعد ذلك قامت الشرور بين آل نشوان المذكورين وبينهم وشمرت الحرب عن ساق.
وفيها كتب آل مهنا إلى الإمام عبد الله يشكون آل أبي عليان، فلم يسمع شكايتهم بل انحاز إلى آل أبي عليان يريد مناصرتهم، فلما لم يسمع من آل مهنا شكاية ولم يروا منه مساعدة بل انحاز إلى نصرة عدوهم، قطعوا العلائق منه وذهبوا يستنجدون الأمير محمد بن رشيد، والتجئوا إليه فلباهم بن رشيد ليضعف جانب