قامت العراق بتحصين مواقعها استعدادًا للحرب، وجعلت الطائرات على استعداد للحرب، وكان قصد العراق انتهاب أراضي واسعة من الكويت، هذا وقد ضجت الأمة من فعل العراق مستنكرةً لذلك ولا سيما الرئيس جورج بوش، وأكدت انسحاب العراق فورًا ودون قيد أو شرط، فالذين قضوا نحبهم من قصف المدافع والطائرات فيقدرون بمائتي شخص وعشرة أشخاص من بينهم أخو الأمير فهد الأحمد، وقد جعلت حكومة العراق حكومة في الكويت مؤقتة بعدما أطيح بالحكم السابق، وسنعود عن قريب.
وفي عاشر محرم وردت واردات مشروع توسعة الحرمين الشريفين من الرخام الإيطالية والمرمر وكان قيمتها سبعمائة مليون ريال، وقد اشتدت الوطأة على جنوب لبنان وانفجر لغم شديد الانفجار بحيث سقط من جراء ذلك سبعون ما بين قتيل وجريح، أما عن أهالي فلسطين فإنها تلاحقهم قوات الاحتلال يطلقون عليهم النار بجميع العيارات النارية فما بين قتيل وما بين جريح، وكل يوم يخسرون عشرات من القتلى والجرحى، وربما حالت جنود الاحتلال بين المصلين وبين المسجد الأقصى، ولقد استهدفت المسجد الأقصى لأذى اليهود وأصبح مهددًا من قوارعه وأذاهم، وفي كل يوم تحدث زعازع وتخويفات منذرة بالشر والويلات، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم إن كانت قوى أهل الإِسلام أصبحت عاجزة عن ردع من منعوا رفعته وأن نذكر فيه اسمك، فأنت القوي وهم الضعفاء, أنزل نصرًا من نصرك وتأييدًا من تأييدك على أربابه، يا قوي السلطان، ويا عالي المكان، وكانت الواقعة في إقليم التفاح تجلت عن ٨٧ جثة انتشلها الصليب الأحمر.
عودة على بدا لما أن هجم العراق على الكويت بثلاثمائة وأربعين طائرة تأزم الموقف وفرَّ من استطاع الفرار من الأهالي إلى الحفر في السعودية، وبلغ عدد القتلى في اليوم الثاني من الواقعة ٥٠٠ قتيل و ٦٠٠ جريح، وقد قام المتبقون من الأهالي يدافعون بحسب قدرتهم، وجرت فوضى في الكويت وأغلقت أبواب