صفر عقد مؤتمر عظيم في الرابطة الإِسلامية بمكة المكرمة حضره الأعيان والرؤساء، وكان هذا المؤتمر عاليًا فافتتحت الجلسة الأولى بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مندوب المجاهدين الأفغان، ثم كلمة الشيخ عبد العزيز بن باز، ثم ألقى الشيخ أبو الحسن الندوي عند الهند، ثم شيخ الأزهر بالنيابة عن مصر، ثم خطب أمين الرابطة الإِسلامية الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، فألقى كلمة أوضحت تكذيب ما يدعيه رئيس العراق، ثم قام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، فألقى كلمة خادم الحرمين الملك فهد، ثم ألقى المندوب بن جاسم كلمة بالنيابة عن حاكم الكويت جابر الأحمد الذي طرد وهتكت بلاده، ثم خطب أحمد القطان خطبة باح فيها عما جرى على الكويت من صدام حسين، وكيف توصلت به الأحوال إلى هذه الدرجة، وهكذا تتابع الخطباء ينشرون تلك الجرائم التي فعلها رجل يدعي العروبة والإسلام، وكان هذا المؤتمر العظيم الذي عقد في ٢١ صفر عام ١٤١١ هـ يوافق ١٠ سبتمبر ١٩٩٠ م يوافق يوم الاثنين، وقد حضر ذلك المؤتمر ثلاثمائة وخمسون من العلماء والأعيان والرؤساء، وانتهى كما إذا لم ينسحب العدو عن الكويت فإن على الأمة الإِسلامية دفع العدوان العراقي بالقوة، وكانت القوة قد حضرت قوة لا يستهان بها، هذا وقد كانت إذاعة العراق تهاجم الملك بالرغم من التضييق على العراق بالحصار، ويذيع عن لسان مكة المكرمة بأنها تشكوا الظلم ويستنهض بإذاعته الحكومة السعودية ضد مليكها، وفي اليوم الثامن من ربيع الأول أكدت العواصم حظرًا جويًا، كما فعل ذلك بريًا وبحريًا وأنها ستستعمل القوة وتستخدمها لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت، وفي هذه الأثناء كانت حكومة صدام تعمل أيديها أنواع البطش بالكويتيين من دون رحمة، واتسعت الهجرة إلى السعودية، كما أن حكومة اليمن دعت جميع رعاياها من السعودية فقاموا يبيع جميع ما بين أيديهم بثمن بخس وتهيأوا للرحيل.
وفيها في ٢٩/ ٢ أصيبت فيتنام بإعصار شديد سقط منه اثنان وأربعون ما بين قتيل وجريح، ويصفونه بأنه لم يعهد في السنين الأخيرة مثله.