أذنت الحكومة لحجاج إيران بالحج كسائر الحجاج بعدما صدر البيان بأن من عثر عليه قائمًا بالتخريب في الأماكن المقدسة فإنه يقضى عليه بالفعل، وذلك تعظيمًا لمكة والمدينة، وتقدم من إيران مائة ألف وعشرون ألفًا لأداء فريضة الحج ولكنه بحسن تدبير المملكة وتيسير من الله عز وجل لم تجر أي حادثة لا حريق ولا تخريب ولا فوضى، بل كان حج هذه السنة آية من آيات الله في الطمأنينة والهدوء والسكينة، فلا نزاع ولا خصومة، وذلك برغم من قدوم مليونين ومائتي ألف جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلومات، ولقد بذلت الحكومة السعودية جهودًا جبارة في تنظيم الحج في هذا العام وراحة حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن، وعلى رأس القائمين بالعمل خادم الحرمين وولي عهده ووزير الداخلية، ومدير الأمن وسائر الجهات المسؤولة، فكان سير العمل في مكة والطرق ومنى ومزدلفة وعرفات على ما ينبغي، ولقد قامت الحكومة بتوزيع أكياس الثلج تبرعًا بحيث تبرعت حكومة جلالة الملك لحجاج بيت الله سبعة ملايين كيسًا من الثلج، وكان الأجواد يوزعون اللبن وعصير الليمون وغير ذلك، وينادى عليها سبيل سبيل، فجزى الله المحسنين خيرًا، ولقد كان الحجاج يسعون بين الصفا والمروة في الطابق الأسفل والثاني والثالث وأقيم بمنى حمامات لدورة المياه ومدت الأنابيب، وركبت البازات، في كل موضع من المسجد الحرام، وفي كل طابق ماء زمزم متوفر، وبما أن الحج وقع في برج الجوزاء وأوائل السرطان فقد أعلن وزير الصحة قلة الوفيات إلى حد غريب، ويتمتع حجاج بيت الله في أكمل الصحة والعافية، وسلموا من ضربات الشمس وسائر الأمراض الوراثية، وكنا والحمد لله ممن منَّ الله عليهم بالحج في هذا العام، فما رأيت حجة من حجاتي التي حضرت الموسم فيها بأحسن من هذه الحجة.
وفي ٧/ ١٢ ركب الميكرفون في منائر مسجد الخيف التي صلى فيه تسعون نبيًا لأداء الآذان والإقامة والخطب والمواعظ، فإذا كبر المؤذن لصلاة الصبح أطلقت للحكومة مدفعين إيذانًا بدخول الوقت، كما أنه إذا زالت الشمس أطلق مدفعان إيذانًا بالصلاة والرمي، وكذلك العصر والمغرب إيذانًا بدخول الوقت وغروب