وفيها في برج الحمل أعاد الله الكرة للمسلمين بأن هطلت أمطار على نجد والشرقية والحجاز وحائل وما يليها، وتسمى العامة مثل ذلك رجعان بكسر الراء على وزن حرمان، وإن كان ذلك قليلًا بالنسبة إلى ما يصلح آبار الزراعة الحديثة التي لقلة الأمطار قلت مياهها، وفي كل عام منذ عشر سنوات يضطر المزارع إلى تنزيل المواسير لطلب الماء، وبما أنه توالى هطول المياه لكنها ضعيفة بالنسبة بما يتطلبه الوضع، لأن المحاور والرشاشات المائية أو كما قيل الأمطار الصناعية تستدعي كمية من الأمطار التي تصرفها الطبقة الأرضية، وأملنا عظيم بربنا أن ييسر مياه الأمطار إلى المواقع الزراعية كالقصيم وغيره مما لا يصلحه القليل، وبما أن الحكومة بذلت أسبابًا لتحلية مياه البحر فإنها وإن كانت فيها المعونات لسقيا الخلائق فلا تغني شيئًا إذا لم يأذن الله بقطر السماء، بحيث يقول تعالى:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}[الذاريات: ٢٢] وفي كلام الحكمة: "إذا جاء نهر الله بطل نهر عمر"، وأما عن مشروع التحلية في جدة والوجه وضباء والجهات الأخرى، وقد ظهرت مصلحته واطمأن الناس في بعض جهات المملكة إليه، وقد سبق سحب تلك الخطوط الصناعية إلى بعض الجهات الأخرى لما كان يعتقد أنه صحي، والله أعلم بذلك.
وفيها اشتدت الأذية على المسلمين في بورما وفروا هاربين إلى باكستان بدينهم ليسلموا من التعذيب، ولما أن تدفقوا إلى حكومة الباكستان اضطر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى دفع المعونات والمساعدات من أغذية وكسوة ونفقات ليساعدوهم ولا سيما وقد كان فرارهم في الشتاء في برج الحوت.
وفي شهر رمضان المبارك ومن المصادفات انتشار الإسلام بعد سقوط روسيا التعسفية التي كانت تلك الجمهوريات المنفصلة عنها متحررة بعد الضغط عليها تحت سيطرة الشيوعية التي كانت منذ سبعين سنة ترزح تحت استعمارها وتحكماتها، واليوم قد أصبحت متحرزة وتدين بالإسلام، وكثر اعتناق بعض المنحرفين عن الهدي لدين الإسلام.