سايرس ووانس العاصمة سراييفو، قتل الصرب في مدينة زرورنيك ألفي مسلم، وفي مدينة فوتفيا ثلاثة آلاف، ولم تصل التدقيقات عن عدد التي استولى الصربيون عليها، وكانوا يقتلون في كل يوم أكثر من ألف مسلم على أرض الجمهورية تلاحق وتطارد الفارين من الأطفال والنساء من القرى والمدن المهاجمة في النفايات وتحت الأحجار والأشجار، فإذا أدركوهم قتلوهم جميعًا، لقد أسر الصرب اثنين وعشرين رجلًا فلما لم يتبينوا هويتهم جردوهم من ثيابهم وملابسهم، فلما رأوهم مختونين علموا أنهم مسلمين فذبحوهم بالسكاكين جميعًا، وهذه حالة تنفطر لها القلوب وتشق لها الجيوب، وترفع الأكف لعلام الغيوب، اللهم إنا لا نقدر على الدفاع عنهم فأنزل عليهم دوائر السوء، وثبتوا في آخر يوم من أيام رمضان الأئمة والمؤذنين في محاريب المساجد ثم رفعوا الأعلام الصربية على المآذن بمكبرات الصوت فرحًا واستبشارًا بعلو ذلك بالتعاون مع الجنود والاتحاديين الذين يمارسون أبشع أنواع التعذيب بالمسلمين، الله انتقم من هؤلاء الكفرة الظالمين للمسلمين العزل الذين ذبحوا بالسكاكين في محاريب المسجد، وقد قال المخبرون عنها أنهم لم يتوصلوا إلى كل ما فعل لأن العقول البشرية لا تصدق بذلك هذا آخر البسط بالمسلمين في البوسنة والهرسك على أيدي الصربيين الكفرة هناك، وقد قتلوا وذبحوا وعذبوا المسلمين وصدق الله العظيم حيث يقول:{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً}[التوبة: ٨]، وعذبوا الأطفال وقتلوا البعض، وعذبوا السجناء وعاملوهم معاملة لا إنسانية وانتهكوا أعراض النساء وقتلوا معظمهم، ونقل الأحياء منهم إلى حكومة العدو، وقد خلفت الحرب في البوسنة والهرسك من الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الحكومة الصربية وأسفرت عن ثلاثة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وتشريد أكثر من خمسة وثلاثين ألف، واغتصاب مئات النساء ثم قتلهن، واختطاف بعضهن والذهاب بهن إلى حكومة صربيا، وتدمير مائة ألف وستين ألف منزل في المدن والقرى الإسلامية، وتدمير مئات المساجد بالقصف، وإحراق محتوياتها، وتدمير عشرات المصانع