ضرب بيوتهم ومساكنهم بالقنابل المدمرة القنابل العنقودية، وقنابل النابالم، والقنابل الحارقة، وعبثوا بنسائهم بهتكهن وتقطيع ثديهن، وغير ذلك من الأمور اللاإنسانية، وهذا بمسمع من إخوانهم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ولم تنبعث جارحة لنصرتهم، ولم تنبض القلوب لهذا العمل الإجرامي مما تمسك عنه أسماع المؤمنين وتنكره فطر العالمين، وتقشعر منه الجلود، وتنبعث منه الدموع على الخدود، ويشيب منه المولود، ولم يوجد من أمثاله من مئات السنين فيشمت كل عدو للإسلام والمسلمين بتلك الأفعال الساقطة الرذيلة، ولو يستطيع اللسان أن ينطق لباح بتلك الأهوال التي جرت في القرن الخامس عشر من الهجرة النبوية وحوادثه المؤلمة، وهذه ملقاة على أعناق المسلمين القادرين والمتخلين عن نصرتهم والشد من أزرهم، فخذ ما شئت من تلك المخازي والأمور التي لا تبشر بالخير، بل هي وصمة في وجه الإسلام والمسلمين وابتلاء وامتحان للمؤمنين إلى يوم الدين، اللهم كما منعت النصر عن أولئك المعذبين في الحياة فامنحهم الفوز برضوانك في دار النعيم والمقيم، ودار المقرنين.
وفيها في ليلة يوم الأربعاء عشرين زحف من هذه السنة فيلق من أمريكا وقوات الحلفاء البريطانية الفرنسية فبعثت طائرة على العراق لإنذارها عن الاعتداء على الكويت، وعدم التزامها بالشروط التي بينها وبين أمريكا، وتمردها، فضربتها بالقنابل وراجمات الصواريخ فاستسلمت العراق بعد غطرستها، ولم تبدِ أي مقاومة لما كانت تعرفه عن هؤلاء الحلفاء، فأصيبت قواعد للصواريخ وقتلت سبع ضباط لها في البصرة، وهدمت بيوتًا، وعند ذلك خضعت العراق بقيادة رئيسها صدام حسين وأعطتها أمريكا درسًا يقيم عجرفتها وغطرستها، وكانت مدة الضرب ساعة وخمسين دقيقة، وكانت قبل ذلك تهدد وتوعد، فما كان إلا ساعات قليلة حتى آبت بالخيبة والندامة والفشل، وقررت أمريكا أن لها فيها عودة بعد عودة إذا لم تخضع لأوامرها وشروطها التي منها الكف عن الكويت، وأن يقدم رجال أمريكا على الدوام يفتشون أسلحة العراق ويدمرونها، وقد تظاهرت