يجلبها، وغلَّظت العقوبات الصارمة على كل من يجلبها أو يتعاطاها، ولكن النفوس جبلت على الإقدام على ما نهيت عنه ابتلاء وامتحان، حتى قال أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر اللواط في القرآن الكريم وعقوبة فاعله لما سطت بعض النفوس الرذيلة على فعله.
وفيها في صباح اليوم ٢٦ من جمادى الآخرة فجرت السفارة المصرية في الباكستان في إسلام آباد، فتهدمت السفارة وسقطت مبانيها، وزعم الذين فجروها أنهم إنما يريدون الرئيس حسني مبارك وهم الذين أرادوا اغتياله سابقًا بأن دخلت سيارة تحمل تسعة من الأشقياء على السفارة ففجروها، فسقط عشرة من الموظفين هلكى، وجرح ستون نفر، فقامت الباكستان لذلك وقعدت وأرغت وأزبدت استنكارًا لذلك، وكيف تقع تلك الفوضى في أراضيها، وقد قبل أن الذين أقدموا على ذلك من المتطرفين بمصر الذين يعارضون حكومة الرئيس حسني مبارك، وإنه عما يبعث الأسى في القلوب والأحزان في الصدور وقوع مثل هذا العمل الإجرامي الذي لا يقدم عليه إلَّا من فقد إنسانيته وقل نصيبه من الدين، وإلا فما ذنب أولئك الذين ذهبوا ضحيةً لهذا الحادث الإجرامي المؤسف، يريدون التأثير على الرئيس بإصابة غيره، وقد مرَّ بنا ما وقع في مدينة الرياض منذ سبعة أيام من مرور هذا الحادث الذي وقع الاستنكار له، وانهالت مئات البرقيات من أنحاء المعمورة إلى الملك فهد بن عبد العزيز وأسرته في هذه الحادثة التي وقعت في العاصمة، ويشجبونها، وما زالت الحكومة بالبحث والتدقيق، ويمكن أن لا يعجزوا في القبض عليهم والتنكيل بهم، وقد كثرت هذه الأفعال الشنيعة من أعداء الإسلام وأهله، وقيام شرذمة مفسدة على وجه الأرض يؤذون المسلمين بأفعالهم وأقوالهم الرذيلة لأنهم فقدوا إنسانيتهم وأضاعوا دينهم، وسعوا في الأرض فسادًا والله لا يحب المفسدين، نسأل الله تعالى أن يقطع دابرهم وما عمل عامل برذيلة سرًا إلا ألبسه الله إياها علانية،