غرفته، وتراوحت تقديرات الراصد المختلفة لقوة الزلزال بين ٥,٧ و ٧,٢ درجات على مقياس ريختر، وسقطت مئذنة في مصر وانهار مباني في القاهرة، وكانت العقبة التابعة للأردن قد تأثرت مبانيها من ذلك، كما أصيب في مصر أربعة أشخاص اثنان قفزا من شرفتي منزلهما واثنان هلكا في الفندق، وكان هذا في ظرف دقيقتين حال الزلزال، ولا ريب أن الله عز وجل قدرته خوفت عباده من وقوع العذاب بهم، كما قال تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}[الملك: ١٦] , فبينما الخلائق يتمتعون على ظهر الأرض التي جعلها الله ذلولًا يعرفون كيف تتحول هذه الأرض إلى دابة غير ذلول في بعض الأجيال، عندما يأذن الله بأن تضطرب قليلًا فيرتج كل شيء فوق ظهرها أو يتحطم ويمور كل ما عليها ويضطرب فلا تمسكها قوة ولا قدرة ولا حيلة ذلك عند الزلزال والبراكين الكامنة، في هذه الذلول، وأمسك من أمامها فلا تثور إلا بقدر ولا تجمع إلا ثواني معدودة حينما يأذن الله لها فيتحطم فيها كل ما يشيده الإنسان على ظهرها، أو يغوص في جوفها عندما تفتح أحد أفواهها، وتخسف فإذا هي تمور والبشر لا يملكون جماحها، ولا الأخذ بزمامها بل لا يملكون من هذا الأمر شيئًا ولا يستطيعون ويشاهدون العواصف الجامحة الخاصية التي تدمر وتخرب وتحرق، وهم بإزاء ذلك ضعاف عاجزون بكل ما يعلمون وما يعملون، والعاصفة حينما تزأر وتضرب بالحصى الحاصب، وتأخذ في طريقها كل شيء مرت عليه في البر أو البحر والجو، فيقف الإنسان أمامها عاجزًا صغيرًا هزيلًا ضعيفًا حتى يأخذ الله بزمامها فتقف وتهدأ فسأل أمريكا، ومن في صفها من أهل الأهوال والاختراعات والتفكيرات التي غزوا بها الجو والبر والبحر، هل يستطيعون الوقوف أمام قدرة الله وعظمته أم هل يستطيعون أن يمسكوا بزمام الأرض إذا هي تزلزلت واضطربت وخسفت فلم يبقَ إلا التسليم والخضوع لعظمة صاحب العظمة، فسبحانه ما أعظم شأنه وأجلَّ قدرته، وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره، وكانت مدة الزلزال على ما رصده أهل العلم والمعرفة دقيقة واحدة وعدة ثواني، وقد وافق يوم الأربعاء من عدد أيام