عليه جامع الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وكانت ساعة عظيمة من الزمن لأهالي مدينة بريدة اغتصت الشوارع بالخلائق، وأقفلت الطرق لحضور ولي العهد والناس يشرفون من بعيد وكما أنه وضع أول حجر أساسي لقصر الجديد في مدينة بريدة، وافتتح المرحلة الأولى من مباني جامعة الملك سعود بالمليدا، وألقيت الخطب والترحيبات بهذه المناسبة وظهر الفرح والسرور، وكانت تكلفة القصر تقدر بتسعين مليونًا من الريالات، وكانت في مدة إقامته في بريدة محترمًا ومعظمًا تزوره الرؤساء ويقدمون إليه الشكايات، وكل ما لديهم من الحاجات ليقضيها، فلبث فيها يتقلب في بعض قرى القصيم، وفي يوم الأربعاء سار موكبه محفوظًا برعاية الله وحفظه.
وفيها صدر الأمر الملكي بإقامة صلاة الاستسقاء بسائر أنحاء المملكة لأنه من الوسمي ٣٦ يومًا، ولم يأذن الله بالمطر فأقيمت صلاة الاستسقاء في اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الثانية الموافق ليوم الاثنين ٢٠ نوفمبر، ولما أن كان بعد مضي عشرة أيام قامت السماء تمطر بأمطار غزيرة ثلاثة أيام بدون رعود ولا بروق، ولما أن كان من آخر اليوم الرابع الموافق ليوم السبت عاشر رجب ارتكمت سحب ثقيلة كالجبال وبدأ المطر، وكادت تقطع القلوب من شدتها، وكادت البروق أن تخطف الأبصار بقوتها، وكادت أن تغرق بعض المحلات، وبما أن مدينة بريدة قد لفظت المياه من قبل في بعض جهاتها فقد أحدثت فيضانًا عظيمًا على ظاهر الأرض ذلك لأن الحكومة لما أضعفت الزراعة في هاتين السنتين الأخيرتين، وقل سحب المياه من بطن الأرض حدثت تلك الفيضانات، وبما أن البناء أولا من اللبن والطين فأثر الفيضان على البيوت والمساكن، فإنه قام الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بإنشاء خزانات أتوماتيكية في باطن الأرض مما خففت الوطأة إذ ذاك فقد أقيمت بعد ذلك البيوت من الإسمنت المسلح في ظرف ثلاثين عامًا، وأصبحت الأمة آمنة من سقوط البيوت بخلاف عام ١٣٧٦ هـ لما حدث الغرق إذ ذاك، غير أن الشوارع لا تزال الأمة تعاني منها لكثرة المياه، كما في حارة الصبيحية،