فلن تدرك الفوز الموطد بالمنى ... ولكن أدم غزو العدا وأبذل الجهدا
وأعمل هديت اليعملات بداجنٍ ... من الليل جوبًا للفلى وأحثت الوخدا
وفي ربعها عمدًا أنخها ولا تهب ... وقد نحوهم جهرًا علانية جردا
لتدرك عزًا باذخًا متثلقًا ... ويكبو حسيرًا خاسئًا ضدك الأردا
وليس ينال الفخر عاشق راحةٍ ... ومستوطئ فرش التكاسل ما اعتدا
وليس شديد النخوة اليوم راضيا ... بثوب الهوينا والعدا تلبس الحمدا
ويعتاض هونًا بالهوادة لابسًا ... مهاودة الأبها جهرةً يردا
فعجز مدارة العدى بعد ما بدت ... مظاهرةً منهم إذا لم تجد بدا
وإياك أن تغتر منهم بمنطقٍ ... لبيبٍ فإن السم قد يمزج الشهدا
فليس يرجى صفو ودٍ لحاسدٍ ... وهل يرجى صفو من الممتلي حقدا
ففيما مضى من مكرهم وخداعهم ... دليلٌ وإرشادٌ لمن يتبع الرشدا
فبادر فهذي فرصة قد تمكنت ... وعين العدا يقضا فلا تغتمظ رقدا
ومن لم تخف منه العدى في بلادها ... أخافته في أوطانه واختضت غمدًا
ومن لم يشاركهم على كل ما هوى ... فإن لهم قيمًا حوى ذلك القصدا
ومن طلب العليا تفضل وانتضا ... لكل العدا عزمًا وعضبًا له قدا
وجانب لذات النفوس ولم تكن ... له همةً دون العلى فارتقى مجدا
ومن رام عزا للرعايا وراحةً ... أخاف الأعادي فانثنى فيهم رشدا
فإن رمت أن تحيا عزيزًا مؤيدا ... وكل الرعايا بالفلى رتعًا رغدا
فجرد بحد سيف عزمك صاعدا ... لنيل العلى قصدًا ورم هامها عمدا
وإن لها ساميًا على ذاك ينبي ... لمن رام تشييدًا لما انحل وانهدا
ملازمة التقوى على كل حالة ... فإن بها تقوى على كل من صدا
ومن أمعن النظر في الدولة الأموية وأسباب سقوطها التي قضت على عرشها بالذل والسلب، وجد ذلك راجعًا إلى أمور من أهمها إهمال أمر العدو وعدم المبالات بشأنه والاتكال إلى ما لدى الإنسان من القوة وعدم الأخذ بالفرصة