رجال الإنقاذ والدفاع المدني بطائرات لإنقاذ الذين حاصرهم الطوفان، فلم يتقدموا ولم يتأخروا، وجيء بقوارب لحملهم فيها على متن المياه، وهذا شيء نادر الوقوع لأن بعض الجهات كانت كهيئة البحار، وانقطع التيار الكهربائي في مدينة الرياض عن بعض الأحياء، وتوقف السير من المياه وحجارة البرد، وحصلت ظلمة شديدة في يوم السبت ٤/ ١١ من آثار تلك السحابة، ودمرت الريح وحجارة البرد الضخم كلما مرت عليه من النوافذ والزجاج والمكيفات وغيرها، وحصل ارتباك في المرور، وتعرضت أجزاء من مدينة الرياض لإصابات، وغرقت امرأة وطفل لأن الأمطار صحبتها رياح شديدة وظلمة من آثار السحابة السوداء، وقام أمير الرياض والنائب بدورهم في تدابير على قدر مقدورهم لإنقاذ الأمة مما حل فيها، كما أن مصلحة المياه قد قام رجالها بما يستطيعونه، وبذلوا جهودًا في هذا السبيل حفاظًا على الأمة، واستمر هطول الأمطار على العاصمة ثلاثة أيام، ولم يذهب البرد إلا بعد يومين من نزوله، وكان قد جيء بالقوارب البحرية تشق المياه لما كان مئتا شخص محصورين من جراء ذلك الطوفان لتنقذهم، والأمر عظيم والخطب جسيم، وكان سبعة في مدينة المجمعة قد لقوا مصرعهم، وأصيب آخرون، وقد عم الطوفان جلاجل وسدير وحريملا والمجمعة إلى الغاط، وانهار عديد من المنازل في الأحياء الشعبية، وهلك بعض الأنفس البشرية، ولم يقع في أواخر هذه السنين مثل ذلك، نسأل الله تعالى أن يلطف بالمسلمين ويبعد السوء عنهم، وقد عطلت المدارس في الرياض يوم ٤/ ١١ لمشقة السير في الشوارع، وعرقلة الذهاب والإياب، وسوء الحال هناك، أما الذين كانوا في البراري قد خرجوا للنزهة فقد تعرضوا للخطر لما داهمتهم السيول، وهلك من هلك منهم، ونجا من نجا منهم، ولقد قام رجال الحرس فحملوا على صدورهم ورؤوسهم وأكتافهم الأطفال وكبار السن، وأخرجوهم من السيارات التي استهدفت،