هناك، وذلك لأنها أوجبت الظروف ذلك بأمر من جلالة الملك عبد العزيز على فضيلة الشيخ العلامة عمر بن محمد بن سليم بسعي الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد ومشورته بأن يكون إمامًا ومدرسًا في مسجد ناصر بن سيف، ثم إن المترجم لما بلغ من العمر ١٧ سنة كان له مؤهل بأن يكون خلفًا في المدرسة التي تعتبر مدرسة ناصر بن سيف، وتقع هذه المدرسة جنوبًا عن قبة رشيد التي كانت موضع البيع والشراء والزحمة، لأن موضعها إلى جانب عليته، فاستخدم المترجم رئيسًا ومديرًا فيها، ولما أن مضى عليه أحد عشر عامًا رأت الحكومة أيدها الله أن يفتتح مدارس حكومية لنشر العلوم، ومعرفة الحساب، وتجويد القرآن، وتعويد النشء أمور الوضوء والصلاة، وكان في مدينة بريدة مدارس أهلية وتتنافس التقدم والعلو مدرستان أحدهما هذه المدرسة، ومدرسة المعلم صالح بن محمد بن عبد العزيز الصقعبي، فعرضت الحكومة إدارة المدرسة التي تأسست لأول مرة عام ١٣٥٦ هـ على صالح بن محمد الصقعبي فتكون هي الوحيدة في سائر القصيم، غير أن صاحبها عاجلته المنية فاختير لإدارة المدرسة الحكومية المترجم عبد الله بن إبراهيم بن سليم، وذلك بمشورة من الأهالي بان يكون المدير من نفس البلدة، ولما نال سليم من الثقة فقام بإدارتها، وضمت جميع مدارس الحكومة تحت إدارة طاهر الدباغ فكان مدير المعارف السعودية عام ١٣٥٥ هـ كما قدمنا، ولما أن لبث المترجم مديرًا لهذه المدرسة شغرت وظيفة إدارة المدرسة التذكارية في الرياض فاختير لها وذهب إلى الرياض، فلبث في إدارة التذكارية التي تعتبر أكبر مدرسة في الرياض، ثم نقل في عام ١٣٧٣ هـ إلى إدارة معهد المعلمين أو إعداد المعلمين في مدينة بريدة لأن هذه الوظيفة أكبر من الأولى، ويعتبر المعهد ذا أهمية فاستمر في إدارته حتى أحيل على التقاعد، ولم يصده ذلك عن أن تكون في نشاطه وثقافته، وكان مشتركًا في هيئة إدارة حساب توقيت أم القرى، وقد جمع جدولًا لحساب علوم الفلك شاملًا للملكة، وبلغه إلى عام ١٦٠٢ م في الزوالي والغروبي بضبط وإتقان فاق به العيوني وبن فارس، ويرجع إليه، لكنه ليس له إلمام بعلم الكسوف كالعجيري وغيره الذين