محصلة مائة وخمسين ريال، ولكنه بالنسبة الى بنزين السيارة التي اسخدمها لأغراض البيت وخبز الأولاد، وقيمة الأكل والشرب، واستهلاك الكهرباء وما يتطلبه الوضع، فإنه لا شيء بالنسبة إلى ذلك، هذا بغض النظر عن الكسوة والملبوسات والحليب والخضراوات وغير ذلك، والمكيفات وإصلاحاتها، وأدوات الأكل والشرب، وقد فتنت العوائل بتغيير الملابس ولبس فاخر اللباس أسوةً بغيرهم، وتحمّل رب الأسرة شراء سيارة لابنه، ولا يكتفي بالرخيص وما قيمته زهيدة، وإذا نظر يمنةً ويسرةً فإنه لا يرضى لأسرته بهذا ولسان الحال ينادي: كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت فلا يرضى لهم بالدون، ولو قال ما ذكره الله في كتابه:{وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}[الطلاق: ٧]، لم يجد أذنًا صاغية، ولما قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: كيف أصبحت؟ قال كيف حالة من أصبح وربه يطالب بحقوقه، وزوجته تطالب بحقوقها من نفقة وكسوة، وأولاد يطالبونه بحقوقهم، ولو قال لمن تحت يده اقتصروا يا أبنائي وراعوا ظروفكم لم يجد أذنًا صاغية ولا يعذرون، وقد ذكرني ذلك كلام ابن القيم رحمه الله بحيث يقول:"كيف يصنع من له زوجة لا ترحمه، وولد لا يعذره، وشريك لا ينصفه، وصديق لا ينصحه، وعدو لا ينام عن معاداته، ودنيا متزينة، ونفس أمّارة السوء ... ".
أما عن كثرة الواردات على البلاد من أنواع الأرزاق والخيرات فحدّث ولا حرج ولا سيما البطيخ والخيار والقرع واليقطين بأنواعه، والتفاح والبرتقال والموز والخوخ والعنب الوطني والخارجي، ولو شئت لقلت أن العنب الخارجي لا ينقطع، كما أن اللوبيا والباذنجان والباميا والقمح والذرة وأنواع الحبوب والبرسيم وغيرها من البقول موجودة بكثرة، وتباع بقيم مناسبة لذلك، وأيضًا جميع الخضراوات موجودة بكثرة، وإذا كان بالليل والصباح الباكر فجميع السيارات النقل مشحونة، ولا يكاد شيء أن يكون مفقودًا، وكانت ترد على العواصم وتأتي قوافل من القرى تزود من تلك الخيرات، أما عن علب المربيات فقد امتلأت منها العواصم، وفي كل محطة بنزين تأتي للشراء منها، وبذلك تحولت المدن والقرى في السعودية إلى حضارة تامة.