القديمة العربية بالقلم العريض، وقد كانت الإضاءة فيها بالكهرباء ليلها كنهارها، فلا يتغير الطقس، ومن العجائب أن الكهرباء على الدوام في الإضاءة كالشمس في رابعة النهار، وكما أن الحجرة الشريفة بهيكلها القديم وجمالها ووضعها قد كسيت بحلل التطريز عليها من رونق الحسن ما يبهر العقول من الإجلال والتعظيم، كسيت بأعظم حلة عليها طراز بالملاحة معلم، ولمكانتها في جميع أقطار الأرض فإن الحكومة السعودية بحكمتها ومراعاة للظروف لم تزدها إلا تحسينًا وخدمةً وتعظيمًا لأنها قد احتوت على الذات الشريفة التي لم يكن في السماوات والأرض بعد عظمة الباري الذي هو أعظم من كل عظيم أعظم منها، وما زالت الملوك والعظماء يحترمونها بما يليق بها، ولكنها لم تسمح الحكومات الإسلامية بطول المدة واختلاف الملوك والرؤساء يحافظون على عدم تقبيلها والتمسح بها نزولًا على الامتثال للشريعة المطهرة، وكانت لولا احتشامها وحمايتها لم تسلم من أذى الرافضة والحيلولة بينهم وبينها، ولقد كانت الدوريات ورجال الأمن يبذلون جهودًا جبارة في هذا السبيل ليعلم المفسدون أن في الحياض من يزود عنها، ولقد كلف بالحرم الشريف النبوي خدم يقومون بالمناديل والتنظيف وإزالة الغبار عن الدواليب والمصاحف يوميًا، وتغسيل أرضية المسجد، وقد جلبت الحكومة السعودية أنواع الزوالي الفاخرة المستحسنة بحيث لو قلت أنها تقدر قيمتها بسبعين مليونًا لما كنت مبالغًا، وكانت المنارات قد رفعت وأقيمت بكثرة، وقد رأيت قباب المسجد متحركة إذا أرادوا دخول أشعة الشمس والهواء المتجدد، ونصبت شماسي في رحبات المسجد وقايةً من الشمس، وملئ المسجد بالمصاحف المطبوعة على نفقة الدولة، وتطورت الأحوال بعدما كان الحجاج يهدون المصاحف للحرمين الشريفين فيما مضى من نفقاتهم الخاصة، فقد قامت الحكومة بمشروع طباعتها في مجمع الملك فهد، وانتشرت هذه الطباعة وبعثت بالآلاف إلى المسلمين وعشرات الألوف إلى مساجد المعمورة، كما أقيم في باطن الأرض مواقف للسيارات في المسجد النبوي، وجعل أسفل الأرض شوارع وإشارات.