ذلك يقول اذهب إلى سيدك يجعلك عاملًا فما لدي له خبر، فعند ذلك أحضره الأمير لديه واسترضاه، وقال له: قم يا عبد الرحمن فلا معارض لك بعد هذا اليوم، ولكن كيف نصنع بالذين ضاع حسابهم ولم نقف على خبرهم، فقام العامل عبد الرحمن وكان حافظًا يجيد سرد الزكوات من حفظه فأملاها على البديهة كما كانت، وذكر كاتبه أنها على وفق وضعها في السجل، وكان سكرتير الأمير حسن بن مهنا والدنا السعيد قدس الله روحه، وذلك لجودة خطه وأمانته، فكتبها كما ألقاها الخارص.
أما عبد الرحمن هذا فمن نكته أنه خرص مرةً ثمرة مزارع، فضج المزارع يقول ظلمتني يا خارص فإنه لا يبلغ الزرع هذا القدر، فأجابه قائلًا بعه علي فقد اشتريته بخرصي، فخجل المزارع وسكت.
وفيها اشتد البرد جدًا وحصل من ذلك البرد أن ماتت الأشجار لشدة البرد وأصرعت النخيل؛ وكان ذلك في أيام أربعانية الشتاء، وجمدت المياه والله على كل شيء قدير.
وكانت دموع الإبل تسقط على الأرض فما تصل حتى تكون جامدة كالثلج والجليد فسميت هذه السنة في نجد سنة البردة، وكانت القرب لا ينتفع بها حتى تجعل في الشمس فتذوب بعد الظهر، وكانت المياه التي تتسرب من أعلاها إلى أسفل جامدة كالأعمدة.
وفيها في اليوم ٢٩ من ذي الحجة ولد صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن سعود ملك المملكة العربية السعودية، وكانت ولادته طلوع فجر ذلك اليوم المبارك فأكرم بطلعته يمنًا وسعدًا. (١)
(١) قد قيل أن ولادته في سنة ١٢٩٣ هـ، وما أثبتناه أقرب إلى الصواب.