أخرى في غرة رمضان ثلاثمائة وثمانين صاروخًا هدمت دوائر العراق وأوقعت بها خسائر عظيمة، ومن بينها بيت ابنة صدام، وذلك لما مانعت العراق من التفتيش على أسلحتها وعاندت، ولم تعلم أن أمامها قوة لا يستهان بها.
وفيها رأت الحكومة السعودية بعدما قاست من الأحوال نتيجة كثرة الحجاج الذين تجاوزوا الملايين، وزاد الطين بلة أن جزء من الحجاج الذين يتذرعون بالحج لأغراضهم الشنيعة كانوا أشعلوا الحرائق في خيام الحجاج في ذهابهم إلى عرفة ومزدلفة، وانشغالهم في مناسكهم، فإذا ما رجع الحجاج إلى منى وجدوا الأيادي العابثة قد لعبت بأثاثهم وخيامهم وملابسهم، وذلك لأن مشكلة قدوم الأمم من سائر الأرض إلى المشاعر المقدسة واجتماعهم فيها الرافضة والكفار والمنافقون والحساد والأعداء الذين يسعون في الأرض فسادًا، والله لا يحب المفسدين، ينجم عنها أضرارًا كبيرة، وقد توفرت في هذا الأزمنة أسباب تشعل في النار ليتوصل المفسدون والمخربون إلى أغراضهم السيئة كالبنزين والغاز والكهرباء وغيرها، فلعنة الله على من فعل ذلك، ومن فقد دينه وإنسانيته وشرفه فليفعل ما شاء من أعمال الفساد، فلسان حال أولئك المخربين ينادي سبحان من خلقهم للفساد، وكان هذا العمل الإجرامي منذ ولاية أمير المؤمنين خالد بن عبد العزيز غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه، حيث لما رأوا شيئا من سعة حلمه ورحمته وعفوه تمكنوا من ارتكاب تلك الجنايات، وما زالت الأمور تشتد في مواسم الحج حتى أحصي عدد الخيام التي حرقت في موسم عام ١٤١٧ هـ فبلغت سبعين ألف خيمة، وأصبحت منى التي كانت من المشاعر المفضلة، وتحتوي على خيام الحجاج كالبنيان المرصوص بمنظر يرثى له، وكان جزء من منى قاعًا صفصفًا لا ترى فيها سوى أطناب الحديد بعدما كان مكسيًا في الخيام، وقد رأيتها بعيني رأسي بعد العبث في يوم عيد الأضحى بمنظر سيئ، وأصبح أولئك الطغام يشمتون بالإسلام والمسلمين، ولكنه سرعان ما قامت الحكومة السعودية بصفتها هي المسؤولة عن الأمن بتعويض المنكوس بخيام أخرى، وجلبت