وفي آخر هذا العام تحركت المملكة العربية السعودية من أجل شعب كوسوفو ويقوم وزبر الخارجية الأمير سعود الفيصل بزيارة لروسيا الاتحادية ليبحث هناك مع قادتها بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لإنقاذ من بقوا على قيد الحياة من الألبان المسلمين الذين يشكلون أكثر من ٩٠ في المائة من إقليم كوسوفو تجيء هذه الزيارة تعبيرًا عما تشعر به قيادة المملكة الرشيدة ونشاركها لشعورها لما يتعرض له المسلمون في كوسوفو من تطهير عرقي يمارسه صرب يوغسلافيا بأسلوب شيطاني حاقدًا إذا كشفت مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ١٢/ ١٢/ ١٤١٩ هـ عن أن الجيش الصربي في كوسوفو عزل الرجال عن النساء والأطفال بمغادرة الإقليم سريعًا حتى دون تمكينهم من أخذ أي متاع أو ملابس، وحجزوا الرجال مع الفتيات الشابات المسلمات، حيث يتعرض الرجال لمصير مجهول، وتتعرض الفتيات للاغتصاب ثم القتل حتى لا يبقَ شاهد حي منهم أو منهن على ما أصابهم من وحشية الصرب وهمجيتهم، ومن الواضح أن عمليات التطهير العرقي التي مارسها ويمارسها صرب يوغسلافيا اتخذت بعدًا وحشيًا تجاوز وحشية صرب البوسنة الذين مارسوا تطهير من المسلمين هناك قتلًا وتعذيبًا واغتصابًا وتشريدًا، والملاحظة الهامة هي أن الصرب يتميزون دائمًا بجرائمهم الوحشية ضد المسلمين سواء في البوسنة أو في كوسوفو أثناء المناسبات الدينية للمسلمين بهدف تنغيص فرحة المسلمين بهذه المناسبة، كما هو الحال الآن، إذ تمتزج فرحة ضيوف الرحمن بأداء فريضة الحج وعيد الأضحى المبارك بغصة الألم ومرارته مما يصيب المسلمين في إقليم كوسوفو من القتل والتعذيب والاغتصاب والتشريد، إذ وصل عدد الذين تم طردهم عن وطنهم وتركوا ورائهم منازلهم وممتلكاتهم فيها خمسة آلاف نسمة، وهو رقم يساوي ربع سكان الإقليم، وما يزال المسلمون في الإقليم يواجهون المزيد من التعذيب والقتل والتشريد إلى الدول المجاورة، ولقد صمت الأذان من ضجيج المسلمين واستغاثتهم، ولكنها صرخة في وادٍ خالٍ من البشر.