والنقابية إلى إضراب عام في المدينة استنكارًا للجريمة، فيما أعلنت جمعية التجار فيها ذلك اليوم يوم حداد وطني على الضحايا الذين سقطوا في هذه الجريمة، وابتداءً من بعد ظهر اليوم شهدت المدينة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة في شوارعها، وعلى كل مداخلها، فيما باشرت الأجهزة المختصة دهم عدد من الأماكن التي يظن أن الجناة لجئوا فيها.
ومن جهة أخرى انفجرت قنبلة وسط الخضراوات في سوق بعدن فجرح اثنا عشر بصنعاء بعد مشاجرة واشتباك بالأيدي، وأدى انفجار هذه القنبلة في أحد محلات بيع الخضراوات والفواكه في سوق كريتر في عدن إلى إصابة شخصين يعملان في المحل إصابة أحدهما خطيرة، وقال أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة مكان وقوع الانفجار أن القنبلة كانت موضوعة في أحد صناديق الخضراوات في المحل، وأن انفجارها ربما يكون عائدًا لارتفاع درجة الحرارة في وقت الظهيرة في هذا الفصل، وفي أثناء ذلك قامت اليهود في ١٣/ ٣/ ١٤٢٠ هـ وضربت لبنان بالقنابل المحرقة والهدامة مما أدى إلى وقوع خسائر في الأرواح والأموال والأثاث، وذهبت هذه الضربة أدراج الرياح كغيرها من أذية اليهود للمسلمين وللعرب بحيث لم يجد اللبنانيون مناصرًا ولا معاضدًا، وكم توالت أذية هذه الأمة الغاصبة على لبنان وفلسطين وغيرها كمصر والأردن وغيرها من البلاد العربية، ومن العجائب توالي النصرة والإمهال من الله لهم، ولا ريب أن الأمور مرهونة لأوقاتها كما قال تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[البقرة: ٢١٤]، نعم مست أهالي فلسطين وأهالي كشمير المسلمين وأهالي البوسنة والهرسك، واقتحمت القوات الكتائبية واليهود مخيمي صبرا وشاتيلا، ودفنت الضحايا بدون تغسيل ولا تكفين ولا صلاة، وأصيبت أهالي كوسوفو بقتل أولادهم أمامهم، وهتك أعراض النساء، ونهب أموالهم من نصارى الصرب، وقد قدمنا ما فيه كفاية من إجلائهم عن أوطانهم ومعاملتهم معاملة لم تفعلها الأسود الوحشية، مما أغنى عن إعادته.