أعني بذلك من طابت أرومته ... بقية العلماء السادة القدماء
ذاك بن سلطان من شاعت فضائله ... محمدًا من فضل العلم قد رسما
إني لأرجو له فوزًا ومغفرةً ... ومنزلًا بجوار الله منتعمًا
فالله يعليه من فردوسه درجا ... والله يجزيه رضوانه كرما
والله يجزيه من خيرٍ برحمته ... وفضله خير ما يجزي به العلما
حبر تقضت به الأيام وانصرمت ... حتى اغتدى رهن رمس بالثرى
لما نمى موته الناعون أنَّ به ... ريب المنون أناخ الرحل فاخترما
طاشت حلوم ذوي الألباب وانصدعت ... منا القلوب لهذا الخطب إذ عظما
وظافنا بعده هم فأرقنا ... وليس عما قضاه الله منهزما
أنى وقد أظلمت كل البلاد وقد ... عم البلاء فأبدى القلب ما اكتتما
وفاض في الناس هذا الجهل واندرست ... معالم العلم حتى غاض وانصرما
من فقد كل إمامٍ جهبذٍ ثقةٍ ... قد اعتنى بحمى الشرع فانتظما
كالفاضل الثقة الموهوب تكرمةٍ ... فضلًا على الناس بالعلم الذي علما
يكنى أبا حسنٍ من طاب مدحته ... من كان للفضلاء في علمهم علما
ونجله الفرد من سارت فضائله ... مسير ذي الشمس في الأقطار حين سما
من رام شأو العلى حتى علاه وقد ... أعيت مناقبه نثرًا ومنتظما
فأظلمت بعدهم أرجاؤه وعفت ... واستحكم الجهل في الأقطار حين طما
ثم الصلاة على المعصوم سيدنا ... أزكى البرية بل أزكاهمو ذمما
والآل والصحب ما هب النسيم وما ... طار الكرى وفاض الدمع وانسجما
وفيها ولد سلطان لحج عبد الكريم الفضل وعقدت في هذه السنة في ٧ جمادى الآخرة معاهدة جديدة بين أخيه السلطان فضل بن علي بن محمد محسن وبين الحكومة البريطانية، وكان السلطان عبد الكريم له نهمة في تقدم لحج وتحسن زراعتها وكل ثروتها، وأنيرت بالكهرباء وشقت فيها الشوارع الواسعة وغرست على جوانبها الأشجار حتى صارت تضاهي بجمالها وبهائها أجمل المدن الحديثة،