فاشمأز بعض الأشرار والذين في قلوبهم مرض ونفاق، واعتراض على ما كتبه بكلام قد ضمنه شركًا عظيمًا فكتب الشيخ على كلامه قدر ثلاث كراسات فرفع أولئك الأشرار رد الشيخ أبي بطين الأول والثاني إلى كبيرهم داود المذكور، مستنصرين به، فقام وقعد وجد واجتهد في جمع ما اعترض به أعداء شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، فحصل على جملة منها وزاد من عنده فضائح وضعها من تلقاء نفسه، فعند ذلك رد عليه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين بكتاب سماه "تأسيس التقديس" وكان قد ألف هذا المعترض كتابًا سماه "صلح الإخوان" ويعني بالإخوان أهل التوحيد وعباد القبور والأصنام، فرد عليه الشيخ عبد اللطيف برد سماه أيضًا "بيان المحجة" ردًا على من انتصر لداود العراقي، ولقد أحسن الشيخ سليمان حيث أبان نحلة داود ورد عليه وعلى من انتصر له من الأغبياء، قال الشيخ سليمان هذه الأبيات من معرض قصيدة:
جاس ابن جرجيس بغيًا من شقاوته ... خلال سنة خير الناس بالأحن
وبالفواضع من زور ومن كذبٍ ... وما نحاه من التحريف للسنن
وللنقول التي كان ينقلها ... عن الثقات ذوي القرمان بالحسن
فحرق الأحمق الزنديق ما نقلوا ... تحريف داعية الكفر مفتتن
فدم ببغداد خلد لأخلاق له ... هبينغ قيعم معبوبق النتن
إلى أن قال:
مخلط ليس يدري حين يكتب ما ... يهذو به كالذي في غمرة الوسن
أو ذاهب العقل والنشوان من سكر ... أو كالحمار الذي يعدو بلا رسن
إلى أن قال:
وإنما مثل المأفون حيث طغى ... كرائدٍ أعجبته خضرة الدمن
فسام في مرجها إذ خالَ من سفهٍ ... أن ليس في روضها الندى من سكن
فحينما سام في روضاتها وعثى ... وخال أن قد خلت من قاطنٍ ضنن