أزال بها الأغلاف عن قلبٍ حائرٍ ... وفتح أذانًا صمت وأحكما
فيا أيها الباغي استنارة قلبه ... تدبر كلا الوحيين وانقد وسلما
فعنوان إسعاد التي في حياته ... مع الله إقبالًا عليه معظما
وناقد ذا لا شك قد مات قلبه ... أو اعتل بالأمراض كالرين والعما
وآية سقم في الجوارح منعها ... منافعها أو نقص ذلك مثلما
وصحتها تدري بإتيان نفعها ... كنطق وبطشٍ والتعرفٍ والنما
وعين امتراض القلب فقد الذي له ... أريد من الإخلاص والحب فاعلما
ومعرفة الشوق إليه إنابةً ... بإيثار ذا دون المحبات فأحكما
ومؤثر محبوب سوى الله قلبه ... مريضٌ على جرفٍ من الموت والعما
وأعظم محذور خفا موت قلبه ... عليه لشغل عن دواه يضدما
وآية ذا هون القبائح عنده ... ولولاه أضحى نادمًا متألما
فجامع أمراض القلوب أتباعها ... هواها فخالفها تصح وتسلما
ومن شؤمه ترك اغتذاء بنافعٍ ... وترك الدوا الشافي وعجز كلاهما
الخ وهي حسنة، ولما توفاه الله تعالى رثاه الشيخ سليمان بن سحمان بهذه القصيدة:
على الحبر بحر العلم بدر المنابر ... وشمس الهدى فليبك أهل البصائر
وأية عينٍ لا تثج بمائها ... عليه كثج المعصرات المواطر
فلا نعمت يومًا ولا قلب قالئ ... خلى من الأشجان ليس بغائر
فوا لهفا من فادحٍ جل خطبه ... وثلم من الإسلام إحدى الفواقر
ورزء فضيع بل مريع ولائع ... لشمس هدى أضحى نزيل المقابر
يعز علينا أن نرى اليوم مثله ... لحلٍ عويص المشكلات البوادر
وللشبهات المعضلات وردها ... إذا ما تبدت من كفور مقامر
فلله من حبر إمام وبلتعٍ ... يعوم بتيارٍ من العلم زاخر
ويقفوا لآثار النبي وصحبه ... يجدد من منهاجهم كل داثر