وما اقترفت وما قد كنت مجترحًا ... من الذنوب فإني لذو الخطيات
وابسط بفضلك لي ما كنت آمله ... يا من له الفضل محضًا في البريات
ومن له الجود والموجود أجمعه ... والخلق والأمر ثم الكائن الآلي
وعبدك المشتكي والمرتجي فرجًا ... لاطفه وارحمه وأحفف بالعنايات
وصل يا رب ما هب النسيم وما ... غنى الحمام على أفنان أيكات
على النبي الأمين المصطفى شرفًا ... والآل والصحب أصحاب الكرامات
ولما أن خرج الشيخ سليمان من السجن إنشاء قصيدة أخرى من هذا الموضوع تتضمن ما حصل عليه من الإهانة والسجن على غير ما مبرر، وباح بلسان الشكاية إلى الله عز وجل اعتداء المعتدين، وشماتة الأعداء الحاسدين، والقصيد من الطويل على قافية القاف فعلى من أحب الاطلاع عليها مراجعتها في ديوان الناظم فمن أبياتها:
على غير ذنبٍ موجب قد جنيته ... يسوغ به للشامت القدح والقذف
فلو كان عن ذنب جناية من بغى ... لما ليم من أخطاء على ماله يهف
ولكنه لا ذنب لي غير أنني ... إلى الحق قد أصبو وللضد قد أجفو
وأبذل جهدي واجتهادي ومذودي ... لقمع العداء إن جاءنا منهمو عنف
أناضل عن دين الهدى كل مبطلٍ ... وأحمي حمى التوحيد إن سامه خسف
وأتبع أقوال الرسول وصحبه ... على حسب علمي بالدليل الذي يصفوا
فإن كان ذا ذنبًا وأوجب ما ترى ... فيا حبذا إنا غدًا سوف نصطف
لدى الملك الديان يوم معادنا ... فيحكم لا حيف بل النصف الصرف
فيسألنا الرحمن جل جلاله ... وكلٌ سيلقى بارزًا كل ما يقفوا
فهيء جوبًا أيها الخصم واعترف ... بأن غدًا والله ينكشف السجف
فإن قصارى هذه الدار برهةً ... ومن بعدها دارٌ بها سوف نلتف
ويجمعنا حشر ونشر وموقٌ ... طويلٌ وأهوالٌ يقاسي بها اللهف