حائل، قدم على الأمير سالم بعد خمسة أشهر وفد متظلم من الخرج يشكو خلافًا وخصومة بينهم وبين أبناء سعود بن فيصل الذين جاءوا إلى الخرج قادمين من الرياض، فعند ذلك ذهب سالم يحسم الخلاف هناك ويحل المشاكل، ونعم فقد حسمه حسمًا تستحيل عنده العادة، فقتل أبناء سعود وهم محمد وسعد وعبد الله الذين أمنهم بن رشيد على حياتهم، وبعد ما قتلهم أجلى أهلهم إلى حائل، وكان هنا ابن رابع لسعود يدعى عبد العزيز استبقاه لصغره فكان من جملة المجلوبين مع أهله إلى حائل، ولما فعل سالم بن سبهان هذه الفعلة الشنعاء ضج الناس من إمارته وقاموا يحتجون على آل سبهان، وكان سالم ينسب إليه جراءة عجيبة.
فروي أنه كان له أسنان كاشره فكان يقول يا أيها الناس لا تغتروا بخروجها فإنها لا تخرج إلا عند القتل، يعني لا تظنوا أنه يضحك فإنها كما قيل:
إذا رأيت نيوب الليث باديةً ... فلا تظنن أن الليث يبتسم
وسيأتي له بقية ذكر عند إمارته في بريدة والعياذ بالله، ولما ضج الناس من أفعال سالم بن سبهان الوحشية، وذلك بأنه سار من الرياض بما يزيد عن مائتي مقاتل من أتباعه لقتل أبناء سعود، فصبحوا الخرج وقصدوا منزل الأمير عبد الله بن سعود بن فيصل في بلد الدلم، فدخلوا عليه وهو آمن فقتلوه صبرًا في منزله وبين أهله وأولاده، ثم أرسل ثلاثين فارسًا إلى محمد بن سعود الذي كان متغيبًا في بلد زميقة فأدكوه وقتلوه، ولما أن علم الأخ الثالث سعد بن سعود بما جرى على أخوته فر على وجه والتجأ عند بادية الدواسر، فقام سالم بن سبهان لما علم بفراره، واعتقل عددًا من رجال الدواسر الموجودين في الخرج وهددهم بالقتل إذا لم يحضروه، فجاؤا به ومثل بين يديه فقتله صبرًا والعياذ بالله.
ثم إنه صادر كل ما عندهم من مال وسلاح وخيل وركائب وملابس وغيرها وجمع نساءهم وعوائلهم، ثم أرسلهم إلى حائل وبعث أحد رجاله وهو إبراهيم بن جبر الفضلي إلى محمد بن رشيد بحائل يبشره بقتلهم، ولما أن وصل رسوله إلى حائل