هذا الصلح مموهًا لأن ابن رشيد لم يتمكن في الحصار من فتح الرياض ولا تمكن أهالي الرياض من رده عنها، وبكل حال فإنه عاد هذه المرة خائبًا، فلما مرّ في مسيره بالقصيم عائدًا إلى الجبل، قام أهل القصيم يطلبون منه الوعد الذي وعدهم فسوف وتردد، فنهضوا ثانيةً عليه وحشدوا قواتهم للحرب وما كان هذا الشمري ليرد طالبًا، وكان قد وافق أن الأمير حسن بن مهنا قد تذامر وأمير عنيزة زامل بن عبد الله على أن يكون يد واحدة على بن رشيد، فلما رأى نهوض أهل القصيم عليه، استنفر قبائله وعشائره والتقى بأهل القصيم في القرعاء.
وجرت واقعة المليداء التي سأذكرها بعد ذلك.
وفيها في جمادى الأولى وفاه صديق حسن القنوجي ملك مدينة "بهويال".
كان عالمًا له مؤلفات عديدة، منها الروضة الندية، وأبجد العلوم، والإذاعة لما بين يدي الساعة، وألف القماط لإصلاح ما استعملته العامة من الأغلاط، وغيرها.
وفيها شرع الأمير حسن بن مهنا في بناء مسجد عود الرديني فهدمه وزاد فيه وجعل بناءه مهندسًا يدعى العوفي وحرص على أن تكون نفقته طيبة، فجيء بالخشب وجريد النخل من روضة مهنا، وكان هذا المسجد طويلًا من جهة الشمال والجنوب أما شرقًا وغربًا فليس بواسع ويقع في جنوبي بريدة وله منارة طويلة.
وقد جعل الله له قبولًا بين الأمة ويأنس فيه قاصده.
ولا يخلو في غالب الأوقات من حلق الذكر ومجالس الذكر.
ومن أشهر أئمته محمد بن عبد العزيز الصقعبي كان له صوت جهوري ونغمة حسنة، وقد استمر في إمامته عن أمر رئيس بريدة حسن بن مهنا، ثم إنه كان في إمامته الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وازدحمت عليه فيه حلق الذكر، كما سنشير إلى ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.