الموافقة لآل رشيد وأتباعهم، ومال إليهم لما رأى الغلبة لهم وأظهر إكرامهم، ولكنه بعد ذلك رجع عن فكرته وأعلن إكرام الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان كريمًا سخيًا.
حدثني من دخل بيته وجلس على مائدته أنه وجد في بيته حمل بطيخ، أعني ما يحمله البعير، ووجد التمر على حصير، ومن قدم فإنه يأكل ويشرب وينبسط.
وقد تزوج في أيام إقامته في بريدة بامرأة من أهالي وهطان، وشوهد في زواجه بذل أموال وسعة في الأطعمة.
وقد أحببت أن أورد قصة عجيبة يستدل بها على امتحان أولياء الله ورسوله، ويتذكر بها المؤمن ما من الله به على المسلمين بولاية آل سعود، أدام الله لملكهم الخلود، وهي أنه لما أراد السعي إلى وهطان فضيلة الشيخ صالح بن قرناس لعرسه وزواجه وصهره أبو حلوة، وكان قد صيح في الناس من أراد رفقة الشيخ فليأتي بدابته معه، فجاء خمس عمانيات وثلاثون حمارًا، وصف أهلها ينتظرون الذهاب مع الشيخ المذكور، فجيء بعبد الله الباحوث، وعبد العزيز بن مديهش، وسليمان بن ثويني، وعلي بن يحيى، وعبد العزيز بن يحيى، وعثمان بن مضيان، وصالح اللهيمي تسوقهم رجال الأمير أذل ما كانوا قط، فوافق في ساعة مجيئهم خروج الشيخ صالح ليركب ويذهب ورفقته.
وقد كان الناس حوالي بيته الذي يعرف ببيت صعب في جنوبي بريدة، وكان أولئك المذكورون قد بعث إلى ابن رشيد بمسبتهم وأنهم ليسوا على طريقة المسلمين، وقد ضلوا وأضلوا، فتكلم خادم الأمير يقول هؤلاء المغاليث قد حضروا يا شيخ فكيف يصنع بهم، وكان هؤلاء المشار إليهم من فقراء الإخوان أهل الدين والفضل ومن شيعة آل سليم، تقع أوطانهم حوالي بريدة في الشماسية ووهطان والصوير وغيرها، وما كانوا مغاليث بل كانوا هداة مهتدين معهم تمسك في العقيدة ومحبة المؤمنين، وقد كان واحدهم يحمل كتبه وحقيبته تحت إبطه ويتزاورون ويتحابون في ذات الله، فلما أخبر الخادم بمجيئهم كان إلى جانب الشيخ صالح من