ظلم، ثم إنه أسهب في بيان عقيدته وما هو عليه، وإنه على ما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد، والمؤلف نفيس ينبغي لمن كرمت عليه نفسه أن يتأمله، فإنه غزير الفائدة ويدل على عظمة مؤلفه ومكانة الرجل في العلم والمعرفة وله أجوبة سديدة نفيسة ومكانة في التوحيد والعلوم.
ولما أن كان الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ذات يوم في تدريسه، كان أحد التلامذة يقرأ عليه في مسائل الشيخ إسحاق المشهورة، فأوقف الشيخ عبد الله القارئ وأخذ يثني على الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، وجعل يذكر مناقبه ومناقب أبائه وأجداده وأطال في تمجيده، ونوه بذكره والثناء عليه والمترجم فوق ما قيل عنه في العلم والمعرفة، نسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في الجنان وأن يسبغ عليه العفو والغفران، إنه جواد كريم.
وفيها وقع وباء في مكة المشرفة أيام الحج، مات فيه خلائق كثيرة، نسأل الله العافية وكثيرًا ما يقع الوباء في أيام الموسم لما يتزاحم في تلك البقاع من الخلائق وعدم المكيفات وقلة وجود المضادات للروائح المستكرهة، ولما جرى بعد ذلك في ولاية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مقاومة لتعفن الجو، زالت بإذن الله تلك المكروبات وتحسن الوضع، وعاش الحجيج يتمتعون بالصحة والعافية وكرم الله أوسع.
ولما أن دفعنا إلى ذلك، أحببنا ذكر علماء عنيزة وقضائها الذين استولوا على أعمالها في هذه الفترة.
فمنهم الشيخ عبد الله بن حمد بن عضيب الناصري التميمي تولى قضائها سنة ١١١٠ من الهجرة، ثم تولى من بعده تلميذه الشيخ سليمان بن عبد الله بن زامل في سنة ١١٦١ هـ.