معودة من كفه واسع الغني ... تضل شهورًا رزقها طيب وفر
فلما أراد الله يقضي مراده ... وأنَّى لأمر حمَّه الله يزور
تحلب جوا فوق كل منافق ... وصبت عز إليه الدما منهم نثر
وحيط بهم من كل أفقٍ وجانبٍ ... فإذا عاينوا الأبطال خاروا وما فروا
فدقتهو والله ينفذ أمره ... رحى الحرب ذا قتل وذا شده الأسر
فقل عزاهم عند عظم مصابهم ... وحان بلادهم عندما استحكم الوزر
أميرهم المختال أكبر رزئهم ... صريعًا وقد حضين من دمه النسر
فأكرم بها من وقعةٍ لو شهدتها ... ولكن بحمد الله فيها لنا وفر
فأنا لهم من عصبةٍ مقرنية ... مصاليت في الهيجا أسود لها زئر
سراعًا إلى الجلاد بطاء عن الخنا ... ميامين هم ذخر لمن ضده الدهر
إذا رفدوا أغنموا وان عاهدوا وأوفوا ... وإن سالموا سروا وإن حاربوا ضروا
وإن سئلوا جادوا بما في أكفهم ... فلم يدر مجتدى متى خلق الفقر
حليفهم في شاهق العز ثاويا ... وعيشهم خصب ونائلهم غمر
إلخ، وهي طويلة تضمنت مديح آل مقرن والثناء عليهم.
أما أولاد عبد العزيز بن متعب بن رشيد، فكانوا أربعة متعب، ومشعل ومحمد وسعود، فأما متعب فهو الذي تولى الإمارة بعد أبيه.
وأخر ما نقول عن عبد العزيز بن متعب أنه أوتي شجاعة غير أنه لم يؤت سياسة وقديمًا قيل:
أعطيت ملكًا فلم تحسن سياسته ... وكل من لا يسوس الملك يخلعه
أما مبارك بن صباح فقد حيرته الأقدار وغلبت فكرته حيث لا تغلب.
وكان لما عنف بالكلام على ابن سعود وصالح ابن رشيد لم يشعر إلا وقد أحاط الله بابن رشيد، فبعث بكتاب إلى أين سعود لما علم بقتله كأنه لم يعلم، وكان هذا الكتاب طويلًا عريضًا يقول فيه: (إني لك دائمًا يا ولدي يا عبد العزيز أنا أبوك وعونك وعضدك ولم أصالح ابن رشيد إلا لأقهر الترك، ولكني مستعد أن أمدك بما تحتاج إليه من المال والرجال، المال مالك يا ولدي يا عبد العزيز والحلال والحرام).