عنه لما أغضبه ورحمه عن القتل فكان لا يزال مسرورًا بهذه الإمارة الصغيرة خصوصًا لما علم بقتل أخيه الأول ثم بقتل أخيه الثاني، ولكنه لما علم برجوع آل عبد الله إلى عرش الإمارة لم ير السلامة لروحه حتى ولا في الجوف، فهجر بلاده ورحل شرقًا ثم جنوبًا وذهب مسرعًا حتى وصل الرياض فرمى نفسه بين يدي ابن سعود فرحب به وأكرمه واتخذه لخفة في روحه خدنا ونديما.
هذا هو فيصل المبسام الذي كان يسم ويذنب ولا يغيظ صاحب البسمة الإبليسية.
فلما تربع سعود بن عبد العزيز هذا على تخت الحكم في بلاد حائل كتب ابن سعود إلى ابن هذال وابن شعلان أحدهما رئيس العمارات والآخر رئيس الرولة والعشيرتان كلاهما من عنزة يستنجدهما على ابن رشيد فأجاباه إلى ذلك وضرب الموعد للاجتماع، ولكن المشاكل تعددت في الحساء وكان مرتبطًا بعضها ببعض وكان قد عقد ابن سعود مجلسًا قبل سيره إلما الكويت بشأن العرائف الذين تمردوا عليه وقابلوا إحسانه بالإساءة فتكلم الحاضرون في مهمتهم، وقال أحد الحضور يخاطب ابن سعود ادعهم إليك للجواب فإن أبوا فاضربهم وقرر على هذا الرأي آخرون وتكلم كل برأيه فما استحسن ابن سعود دعوتهم قائلًا قد يحدث بينكم وبينهم قتال فأكون ذابحًا لذوي القربى وهذا مكروه عندي دعوهم كفانا الله شرهم، فرحل العرائف وهم تسعة معهم خدمهم ورجالهم إلى الحساء ونزلوا على العجمان، وكانوا أخوالًا لهم، ولكن العجمان اعتدوا على بعض عشائر الكويت فنهبوهم فهددهم مبارك بن صباح فالتجأوا إلى ابن سعود.
فبعث مبارك كتابًا إليه يسأله أن يسعى في ارتجاع المنهوبات منهم، وكان مبارك بن صباح لما علم بخروج العرائف على ابن سعود وأنهم جاءوا إلى الحساء أرسل إلى ابن سعود يستأذنه أن يدعو العرائف إلى الكويت فيسعى في الصلح بينه وبينهم فقبل ابن سعود ولسان حاله يقول نصلح بينه وبين العجمان فيصلح بيننا وبين العرائف وجزاء حسنة حسنة مثلها.
أما العرائف فقبل منهم اثنان لدعوة مبارك وجاء اثنان إلى عبد العزيز مستغفرين مستأمنين فأعطاهما الأمان.