ناحية سدير في ولاية الإمام فيصل بن تركي وابنه عبد الله، ثم كان قاضيًا في الوشم، ثم كان قاضيًا في بلدان المحمل بعد الشيخ عبد العزيز بن حسن، وله أجوبة سديدة ونصائح مفيدة ومجالس في التدريس، أخذ عنه العلم ابنه محمد وغيره من سائر بلدان المحمل، وكانت وفاته في شعبان من هذه السنة رحمه الله تعالى.
وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ صالح السالم رحمه الله تعالى وهذه ترجمته:
هو الشيخ العالم الفاضل المحقق، ذو العلوم الربانية والمنح المرضية صالح بن سالم آل بنيان تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، وقد نظم بعض المحبين وفاته بقوله:
وقد كان في يوم الربوع وفاته ... لتسعٍ مضت من بعد تسعٍ لياليًا
وفي صفر عام الثلاثين قبلها ... ثلاث مئين بعد ألفٍ لباغيًا
أي في اليوم التاسع من شهر صفر من هذه السنة كان المترجم رحمه الله تعالى من أهل العلم في بلدة حائل، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف لما زار الشيخ بلدة حائل بدعوة من الحاكم محمد بن عبد الله بن رشيد لأنه كان قبل ذلك كاتبًا للمذكور، ثم إنه استمسك بغرز الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف في حال إقامته لديهم، وسافر إليه في بلدة الرياض ولازمه وأكثر الأخذ عنه وترك أعمال ابن رشيد، وما زال يأخذ عن مشايخ هذه الدعوة مثل الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، ومن على طريقته حتى كان من أكبر الدعاة للتوحيد وأعظم المنتصرين للحق وأهل، يجاهد أهل الباطل بلسانه وحجته، وله جملة قصائد تدل على تمسكه بالدين والعيب على من خالفه.
فمن ذلك قصيدته الدالية المشهورة، ومنها قصيدة نونية في الرد على من حسن طريقه دحلان وشيعته، ومنها قصيدة رائية في فضل الغرباء الذين طوبى لهم من أبياتها قوله:
وأصبح ذو الإيمان فيهم كقابضٍ ... على الجمر أو في الجنب صلي المجامر
وما زادهم إلا ثباتًا مع الرضا ... بقلب سليم للمهيمس شاكر