للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألمانية لسفينة بريطانية نحو ألف ومائتي رجل وامرأة وطفل من بينهم نحو مائة أمريكي، فانسحبت روسيا من الحرب لما وقع فيها من الخسائر، ودخلت الولايات المتحدة في الحرب، وقد ذكرنا أن الأتراك أمدوا ابن رشيد بالأموال والذخائر، فأخذها الشمّري الشاب ليستعين بها على قتال خصمه، وهذه مبادئ واقعة جراب التي كان يؤرخ بها أهالي نجد، وكان ذلك في الوقت الذي تم فيه عقد المعاهدة بين ابن سعود وبين الدولة العثمانية بواسطة السيد طالب النقيب على ماء الصبيحية.

فيا عجبًا من أمر الدولة حيث كان الباب العالي يعمل بيمناه وتنقض يسراه، فدونك تقريب المسألة: هو أن الوفود تعددت في باب ابن سعود وعقدت عهود ناسخة لعهود، وقد حالت الحرب العظمى دون ذلك وهدمت الناسخ والمنسوخ، وكان لم يعلم ابن سعود باتفاق ابن رشيد بوالي البصرة إلا بعد رجوعه إلى الرياض في أول هذا العام.

ولما أن كتب إلى ابن رشيد يذكره بعهد الصلح الذي بينهما ويعيب عليه ذلك الاتفاق بينه وبين الأتراك، أجابه ابن رشيد بكتاب يقول فيه إني من رجال الدولة ومصالحتي وإياك لا تكون إلا إذا رضيت الدولة بها، فعد ذلك عبد العزيز خيانة منه، وكتب إليه يقول إذا كنت مصرًا على نكث العهد فالمقاومة أولى، وما خطر في باله عنه ما كتب هذه الكلمة بأن الدولة قد قام بعضها على بعض بالسلاح.

ولما أعلنت الحرب العظمى وعبأت تركيا جيشها، سارع عبد العزيز عندما اتصل به خبرها إلى مراسلة أمراء العرب إلى الشريف حسين وابن رشيد وابن صباح في الموضوع، فأرسل رسله تحمل الكتب إلى هؤلاء بما مضمونه في هذا الكلام "قد علمتم ولا شك بوقوع الحرب فأرى أن نجتمع للمذاكرة علنًا نتفق فننقذ العرب من أهوالها ونتحالف مع دولة من الدول لصون حقوقنا وتعزيز مصالحنا، فلما بعث الرسل بهذه الكتب جاء طالب النقيب من قبل الأتراك ثانيةً ليسترضي ابن سعود فاجتمع به في القصيم، ولكن الإنكليز كانوا أثناء ذلك قد احتلوا البصرة، فجاء الملازم شكسبير المتقدم ذكره قريبًا يحمل في حقيبته تفويضات لا قيد يقيدها غير المصلحة البريطانية واقترانها بمصلحة نجد.