فاظهر مولانا بفضل ورحمة ... وجود وإحسان أمامًا مفهما
تقيا نقيًا ألمعيًا مهذبًا ... نبيلًا جليلًا بالهدى قد ترسما
تبحر في كل الفنون فلم يكن ... يشق له فيها غبار ولن وما
وسباق غايات وطلاع أنجد ... وبحر خضم إن تلاطم أو طما
فاطد للتوحيد ركنًا مشيدًا ... وأرشد حيرانًا لذاك وعلمًا
وحذر عن نهج الردى كل مسلم ... وهدى من الإشراك ما كان قد سما
فأقوى وأوهى كل كفر ومعبد ... بجد وأعلى ذروة الحق فاستما
وجادله الأحبار فيما أتى به ... وكل امرء منهم لدى الحق أحجما
وألزم كلًا عجزه فتألبوا ... عليه وغادوه عنادًا ومأثمًا
فلم يخش في الرحمن لومة لائم ... ولا صده كيد من القوم قد طما
وكل امرء أبدى العداوة جاهدًا ... وبالكفر والتجهيل والبهت قدر ما
فأظهره المولى على كل من بغى ... عليه وعاداه فما نال مغنما
وكيف وقد أبدى نوابغ جهلهم ... فكم مقول منهم تحدى فأبكما
وألقمه بالحق والصدق صخرةً ... وكان إذا لاقى العداة عثمثما
وقد رفع المولى به رتبة الهدى ... بوقت به الكفر ادلهم وأجهما
فزالت مباني الشرك بالدين وانمحت ... وفل حسام كان بالكفر لهذما
وحالت معاني الغي واللهو والهوى ... بإشراق نور الحق لما تبسما
ولا نطيل بمدح العلماء له إذ المقصود الإشارة إلى شيء من ترجمته.
ولما أبى أكثر الخلق عن اتباع الحق ورأى تصميم الأكثر على ما هم عليه قبل ذلك، أمر بالجهاد وحث عليه فاستعد أهل الدين وامتثلوا، فأول جيش غزا سبع ركائب، وكانوا لم يعتادوا ذلك؛ فلما ركبوها وأخذت النجائب في سرعة السير سقطوا من أكوارها، ثم أغارت هذه النجائب على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا سالمين، وصبر الأمير محمد بن سعود لأول وهلة وصدمة لأن الحرب سجال، ثم إنها تتابعت الغزوات؛ وكان الشيخ رحمه الله هو الذي يجهز الجيوش، ويبعث