للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومجاوزة الحد، وإن شمه ووجد فيه جفاء وتفريطًا فإنه يأخذه بالرخص والتفريط، والمعصوم من عصمه الله، ولا خير للعبد من العلم إلا ما كان منجيًا من ورطات الجهل، لذلك طغى البدو وتجبروا حتى ضجت الأمة منهم وقاموا يحاربون من لم يتحضر من البدو فيكفرون وينهبون ويقتلون، وحصل بسبب بناء الهجر لهم أن قام البدوي الذي في الهجرة على الذي لم يهاجر يقول له أنت مشرك والمشرك حلال الدم والمال، أنت يا أبا العقال من الكفار ونحن أهل العمائم أخو من أطاع الله، وأنت أخو من أطاع الشيطان، لذلك عقد الإمام عبد العزيز في هذه السنة مجلسًا في الرياض للنظر في هذه الأمور حضره كبراء العلماء والرؤساء وتفاوضوا في وضع خطة لهذا المهم، فاتفق العلماء على كتابة هذا الكتاب تسكينًا لمتحرك البدو الذين قام كل منهم يلبس عصابة بيضاء على رأسه ثم يسطو على من سواه من البدو يغير ويسب، وهذا نص الكتاب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد الله بن عبد اللطيف، وحسن بن حسين، وسعد ابن حمد بن عتيق، وعمر بن محمد بن سليم وعبد الله بن عبد العزيز العنقري، وسليمان بن سحمان ومحمد بن عبد اللطيف، وعبد الله بن بليهد وعبد الرحمن بن سالم.

إلى الإخوان كافة من أهل الهجر وغيرهم وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه وجعلنا وإياهم من حزبه وأولياءه آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد ذلك إنكم تفهمون ما من الله به علينا وعليكم من نعمة الإسلام وتجديد هذه الدعوة، والذي علينا وعليكم شكر الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، ولا يخفى عليكم ما جرى من الاختلاف وكثرة الشبه وهي على ثلاثة أمور:

الأول: وهو الأكثر طلب الخير والاجتهاد ووقوع الناس في أمور تخل في دينهم ودنياهم لأنهم يأتون ذلك محبة للدين بغير دليل.

الثاني: لا بد أن في بعض الإخوان المتقدمين شدة وتعصبًا بغير دليل فلما تبين له الأمر وسأل طلبة العلم وتحقق عنده أن تعصبه خطأ استنكر منه إخوانه وصار بينه وبينهم اختلاف بغير سؤال ولا تبيين حقيقة ما عنده.