بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، إلى الإخوان كافة، وفقنا الله وإياهم لفعل الخيرات وترك المنكرات آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك تفهمون أن الله سبحانه أنعم علينا بنعمة الإسلام ومن علينا أن جعلنا من أهله ولا يخفى عليكم ما مضى على أسلافكم من الأمور التي تغضب الله وتخالف الشريعة، وحيث أن الله من عليكم بهذا الأمر فيجب عليكم أن تذكروا ذلك بالشكر، وأعظم الشكر وأكبر، هو أن تتقيدوا باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.
ثم لا يخفى عليكم ما جرى من النزاع والاختلاف الذي يخشى علينا منهما إخفاق الأعمال والفتنة، وليس قصدنا غير تقويم الشريعة ونجاة أنفسنا من عذاب النار ولا يتم هذا إلا بالاقتصاد واتباع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلماء المسلمين أولهم وأخرهم، وربما يلتبس عليكم الأمر في بعض أئمة المسلمين واعتقاداتهم؛ فأحببت لذلك أن أشرح لكم العقيدة التي ذكرها المشايخ في فتواهم وهو أن معتقد المسلمين واحد حضرهم وبدوهم، وتعلمون أن أصل المعتقد كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم السلف الصالح من بعدهم، ثم أئمة المسلمين الأربعة الإمام مالك والإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام أبو حنيفة، فاعتقاد هؤلاء واحد في الأصل، وهو أنواع التوحيد الثلاثة، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، كما هو مقرر في كتب العلماء التي يمكنكم مراجعتها والحمد لله في كل ساعة، فهم في هذا الأصل سواء قد يكون بينهم اختلاف في الفروع وكلهم ومن حذا حذوهم على حق إن شاء الله إلى يوم القيامة.
ونحن يا أهل نجد كافة على مذهب الإمام أحمد بن حنبل في الفروع، وأما في الأصل فنحن والمذكورون أعلاه على ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - على أنه في آخر الأمر أظهر الله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ثم بعدهما الشيخ محمد بن عبد الوهاب عندما اندسرت أعلام الإسلام وكثرت الشبهات والبدع فلما رأى أسلافنا موافقة أقوالهم وأفعالهم لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله قبلوا ذلك وقاموا بما أظهره الله على أيديهم ونحن إن شاء الله على سبيلهم