وفيها عقد مؤتمر القاهرة البريطاني وتقرر أن يكون الأمير فيصل بن الملك حسين الشريف ملكًا على العراق، ولما تقرر ذلك وتوج كما قدمنا عقد مؤتمر في الرياض حضره العلماء والرؤساء وقرر أن يتخذ حاكم نجد الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ومن يخلفه بعده لقب "سلطان" فكتب عبد العزيز كتابًا إلى المفوض السامي لدولة بريطانية العظمى في العراق يخبره بما تقرر، ويرجو أن يكون ذلك مستحسنًا لدى الحكومة البريطانية، فذهب هذا الكتاب إلى المفوض وقدم من حضرة المندوب في بغداد كتاب إلى ابن سعود يخبره فيه أن قد تقرر انتخاب الأمير فيصل بن الحسين ملكًا على العراق ويرجو أن يكون ذلك مستحسنًا لديه فأجاب أنه يكون مسرورًا بما يريده العراق والدولة البريطانية للأمير فيصل بشرط أن يكون ذلك غير مجحفًا بحقوق نجد ومضرًا بمصالحه، فلما كان في ٢٧ من ذي الحجة اعترفت الحكومة البريطانية لابن سعود ولمن يخلفه من ذريته بلقب "سلطان".
وفي هذه السنة بعث الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن علماء يرأسهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ إلى أهل اليمن، وعسير، وتهامة، وشهران، وبني شهر، وقحطان، وغامد، وزهران وغيرهم من بلاد الحجاز لينشروا التوحيد ويعظوا ويرشدوا ويبينوا للناس طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ويا حبذا هذا الفعل الذي يرد الخلائق عن طريق الغواية والضلال ويهديهم طريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أحسن تلك الحالة التي ينصر الله عز وجل القائمين بها والداعين إليها، وما قام شعب بأوامر الله واجتناب نواهيه إلا زاده الله قوة ومنعة ونصرة.
وفيها وفاة الشيخ عبد الله بن راشد؛ وهو عبد الله بن محمد بن راشد بن جلعود العنزي العالم الفاضل الفقيه الفرضي، كان مقره "باية" في بلد القصب إحدى قرى الوشم، ثم أن والده انتقل إلى بلدة الروضى إحدى قرى سدير فاستوطنها ثم انتقل الشيخ بعد مدة من الروضة إلى بلد الرياض وكانت له اليد الطولى في علم الفرائض وانتفع به خلق كثير فيها، وممن أخذ عن الترجم من العلماء.
الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين، وأخذ عنه غيره من العلماء، وكان من معلوماته الفرائض، وقد سبق أقرانه في معرفتها.