وجعله على قضاء كافة قرى سدير ثم ولاه القضاء في بلد الرياض كما ولي القضاء في تلك النواحي للإمام عبد الله بن فيصل، وكان في صفته ونعته من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير نحيف الجسم منور الشيبة يخضب بشيء من الصفرة، وكان قويًا في أمر الله تعالى وله هيبة وعليه سكينة ووقار، وله رسائل وأجوبة وفتاوى وله نظم رائق، وكان ينظر إليه في حل المشكلات حتى أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لما اضطر إلى جمع العلماء العول عليهم للمؤتمر الكبير الذي عقده في الرياض لتنظر في الأمر الذي كاد أن يكون بسببه الفوضى بنجد وذلك بسبب الخلاف الناشئ بين الإخوان "البدو" وبين الحضر قبل هذه السنة بسنتين دعاه من جملة العلماء والرؤساء كما قدمنا، وأخذ عنه من العلماء أبناؤه الشيخ حسن، والشيخ عبد الله، والشيخ عمر؛ وأخذ عنه الشيخ محمد بن عبد اللطيف، والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف، والشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف، وأخذ عنه الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، والشيخ عبد الله بن فيصل، والشيخ عبد الرحمن بن سالم، والشيخ إبراهيم بن ناصر، والشيخ سعد بن سعود، والشيخ إبراهيم السياري، والشيخ حسن بن إبراهيم؛ والشيخ مبارك أبو حسين، والشيخ فالح؛ والشيخ سالم ومحمد بن حميد وخلق كثير وطال عمره ونفع الله به الخلق، وكانت وفاته في ذي القعدة من هذه السنة، وصلى عليه بعد العصر في جامع الرياض، وأم الناس في الصلاة عليه الشيخ حمد بن فارس وشيعه خلق كثير من الأعيان والعلماء ودفن في مقبرة "العود" رحمه الله.
وبذلك نختم المجلد الثاني من هذا التاريخ الحافل أثاب الله جامعه، وسدد أقواله وأفعاله إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
ويليه الجزء الثالث إن شاء الله تعالى ومبتدأه دخول سنة ١٣٤٠ هـ.