ابن مجثل كان عائض جد الأسرة من الرعاة، وهذا كان في سنة ١٢٢٨، ثم لما جاءت الجنود المصرية وجاء محمد علي بنفسه يقود الحملة على أهل عسير كان آل يزيد من المتقدمين المستبسلين في القتال، وكان عائض بطل آل يزيد فأمره ابن مجثل مكانه وكتب إلى ابن سعود يوصيه به فأثبته في الإمارة، ثم خلفه بعد وفاته ابنه محمد الفاتح الذي بسط سيادة آل عائض، فوصل إلى بيشة شرقًا وإلى حدود الحجاز شمالًا وجنوبًا بغرب إلى المخافي تهامة، ولما تضعضعت في وقته حكومة آل سعود وعادت الدولة العثمانية إلى اليمن جهزت على عسير حملة بقيادة الشير رديف باشا فقتل الأمير محمد بن عائض غدرًا، وآخر من تولى هذه الوظيفة منهم هو حسن بن علي حفيد الأمير محمد الذي عينه المتصرف سليمان شفيق كمال باشا في سنة ١٣٣٠ المتقدمة، فلما شبت الحرب العظمى وجلا الترك عقب الحرب عن عسير تولى حسن هذه الإمارة استقلالًا مستبدًا وكان ظالمًا فنفرت منه القبائل خصوصًا قحطان وزهران وأرسلت وفودها شاكية إلى ابن سعود، فبعث إليهم عبد العزيز بن عبد الرحمن ستة من علماء نجد، وكتب إلى الأمير حسن وإلى رؤساء قحطان وزهران ينصحهم بالمسالمة ويدعوهم للرجوع إلى ما كان عليه أجدادهم ولكن الأمير حسنًا استمر في عصيانه فأبى توسط العلماء وردهم مكابرًا، قال: إذا كان ابن سعود يتدخل في شئون قبائل عسير فسنمشي إلى بيشة النخل قلعة بيشة ونستولي عليها، فعندها أرسل الملك عبد العزيز إليه ابن عمه عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل ومعه ألفان من الجنود، وأمره أن يدعو ابن عائض أولًا للسلم فيكون مع ابن سعود كما كان أجداده الأولون، ولقد كان الأولى بنا ذكر هذه الأمور في مواضيعها كعادتنا ولكن لأجل الضرورة جعلناها على حدة لاستغراق ما تقدم بذكر آل صباح وابن رشيد والشريف، ولكن تستفيد من ذلك ما كابده عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سعود من كثرة المشاق وتكبد الأخطار وصعوبة العقبات في تأسيس هذه المملكة.