أجزل له العطاء وأرسل معه أحد رجاله وهو عبد الرحمن بن معمر للتأمين ولجمع الزكاة من أهل الظفير المسلمين فلما فعل ما فعل يوسف بك علم السلطان عبد العزيز بأفعاله وأمر فيصل الدويش أمير الأرطاوية أن يمشي إلى الحفر ويعسكر هناك للدفاع عن عشائر نجد.
أما ابن صويط فقام ينفذ في عربانه أوامر ابن سعود فعصاه رجال من المقدمين فيهم اسمه أبو ذراع وخرج إلى آل طوالة من شمر العصاة وشرع يشن الغارات وإياهم على عشائر نجد، فلما علم فيصل الدويش بذلك وهو على الحفر شد على ابن طوالة وأبي ذراع، وكان الخبيث يوسف بك السعدون قد زحف بهجانته على ابن صويط ومن معه من رجال ابن سعود فنزل ليلة ذاك النهار في مكان قريب من مناخ أبي ذراع وابن طوالة، فهجم الدويش على هذين الزعيمين ورجالها فغلبها وغنم أموالهما فبادرت هجانة يوسف إلى الدفاع عن المغلوبين فما كان إلا قليل حتى صاروا مثلهم فضربهم الدويش دفاعًا فانقلب ذلك الدفاع هجومًا لأن الإخوان المنتصرين ظلوا ماشين إلى أبي الغار فدخلوها ونهبوها ثم اتبعوا أثر جيش ابن سعدون فأدركوه في شقرة التي تبعد عشرين ميلًا من أبي الغار إلى الجنوب فضربوه ضربة ذهبت بأكثر أولئك الهجانة وشتت الباقين.
ثم خيم الإخوان في تلك الناحية بضعة أيام فضجت كربلاء والنجف بل ضج العراق بأجمعه ففعلت الحكومة البريطانية بالدويش وجنوده فعلها الأول المتقدم في الصبيحية حيث أرسلت عليهم الطائرات القاذفة المدمرة.
وترجع هذه المغامرات وخوض معامع هذه الحروب إلى شجاعة صاحب الجلالة وعظم حظه.
وكذلك أيضًا تعرف بها جراءة الدويش وتقدمه وما كتب له من النصر والظفر بكونه يغير بالجنود الحنيفية ويضرب بها المخالفين وذلك في حين سيره بأمر جلالة الملك ابن سعود وسيأتي له بقية ذكر في هذا التاريخ إن شاء الله تعالى.
ولما رعدت الطائرات المدمرة عليه وعلى جنوده توالت رسائل الأسف بين