للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السياسي في الكويت الميجر مور على بقعة الحياد بين البلدين لتقي عربان الكويت وعربان نجد شر التصادم وهل يدري العربان بالمعاهدات وهل يحترمونها إذا ما أجدبت الأرض وخرجوا كلهم ينشدون الحيا، يطلبون المرعى والماء، وهذا أيضًا صلح صغير، وكان السلطان قد طلب توسيع حدود الجوف مقابل تنازله عن العمارات والظفير، ويظهر أن السير برسي وعده بذلك، وفي هذا اليوم أيضًا ورد كتاب من الملك فيصل أمير العراق وهو من بشائر المؤتمر خطه فيصل بيده إلى السلطان عبد العزيز، قال فيه: إلى أخي العزيز وأرسله مع رسوله الخاص عبد الله بن مسفر جار فهد الهذال في المخيم الأوربي، وكان مدبجًا بارق العبارات الولائية؛ وفيه ما يدل على أن جلالة الملك يرغب رغبة حقيقية في الصلح وأنه ليس بين العراق ونجد فقط، بل بين نجد والحجاز خلاف فهل ينبذ فيصل بن الحسين خطة والده، وهل يستطيع أن يوفق بينه وبين السلطان عبد العزيز ها هنا أساس الصلح الكبير والسلم الثابت في البلاد العربية، وكان جواب السلطان على كتاب فيصل ينبئ بالخير عسى أن يتوفقا إلى اجتماع شخصي خاص، ولا يخفى أن عبد العزيز راغب في ذلك ولكنه في الوقت الحاضر منحرف المزاج، وقد طالت إقامته في الحساء فهو يبغي الرجوع إلى الرياض ولا بأس بذكر الحال على وجهها وهي أنه يرجح رغبة الاجتماع بدون واسطة الحكومة البريطانية وآخر ما ترجم من المؤتمرات برقية أرسلها السير برسي كوكس إلى المستر تشرشل وزير خارجية بريطانيا يقول فيها: أن ابن سعود طلب أن تكون قريات الملح في الجوف تابعة لتلك الناحية من المملكة السعودية ويشير بالقبول، بل يقول: أكدت لعظمته أن ذلك يكون مقبولًا لدى حكومة جلالة الملك نأخذ من ابن سعود لنعطي العراق ونأخذ من شرقي الأردن لنعطي ابن سعود ونأخذ من الحجاز العقبة لنعطي شرقي الأردن وممن نأخذ لنرضي الحجاز؛ هذا ما دار في هذا المؤتمر، ثم بعد بضعة أشهر من مؤتمر العقير بل بعد أقل من ذلك عادت تلك العشائر في العراق تفسد ما أصلحه المصلحون وتثير ما سكنه المسكنون.