حدودها وأنه سينظر مع الحكومة العراقية في أمر إمكان وضع دوريات منظمة في أطراف العراق لأجل منع حدوث مثل هذه الأمور وأنه واثق من التمكن قبل مدة طويلة من القيام بضمانات وافية ترضي كلا الحكومتين ومن اتخاذ تدابير من شأنها أن تمنع العشائر من تكرار هذه الأعمال ولكن الدوريات لم تنظم في السنة ولا التالية هذه في لها.
وفيها في ٢١ من جمادى الأولى عاد الأمير فيصل بن عبد العزيز بجيشه الظافر إلى الرياض من عسير بعد ما أمر في أبها بن عفيصان وأقام في أبها حامية عددها خمسمائة جندي وذلك بعد ما فر حسن ومحمد آل عائض وانكسر جيش الحجاز.
ولما أن رجع الأمير فيصل عاد الشريف حسين بن علي فجهز حملة أخرى إلى أبها وكان مع هذه الحملة حسن بن عائض فحاصرت بن عفيصان والجنود النجديين فيها فاستنجد الأمير سعد بن عفيصان بمن حوله من أهل الصبيحة وتثليث من عرب قحطان فجاؤا لنجدته مع رئيسهم بن شفلوت فزحف بن عفيصان بعد ما وصلت إليه النجدة فاشتبك مع الحملة في قتال مرير تقهقر بعده جنود الشريف ومن معهم من قبائل عسير إلى محايل والقنفذة، وتوفي بعد ذلك الأمير سعد بن عفيصان -رحمه الله- بعد فك الحصار عن أبها بأيام قلائل، فبعث السلطان عبد العزيز بدلًا عنه عبد العزيز بن إبراهيم أميرًا عن مقاطعة عسير؛ وكان ابن إبراهيم هذا حازمًا قويًا شديد البطش ذا دهاء وحسن تصرف، يعد من أفذاذ الرجال، ففاوض حسنًا فطلب منه حسن أن يصل إليه في مقره المذكور وبذل ما اطمأن له حسن وجميع أسرته، ثم جاء بهم جميعًا إلى ابها ثم أنه رأى الأمير عبد العزيز بن إبراهيم أنه من المستحسن إبعاد حسن وذويه عن أبها إلى الرياض فأرسلهم إليها وعندما وصلوا إليها عفى عنهم السلطان عبد العزيز وأجزل لهم العطاء وخصص لهم شيئًا من المال شهريًا وعاش حسن بعد تلك المقاومة في الرياض مدة ثم توفاه الله تعالى وتوفي بعده بمدة يسيرة ابن عمه محمد بن عائض وأخوه ناصر ومحمد بن مسلط، وبهذا تعلم شدة عداء الحسين بن علي الشريف وأنه لم يقصر في الإيذاء.