وقتل أيضًا في هذه الواقعة أبناء الشيبي السادتين للكعبة حسن بن عبد القادر بن علي، وجعفر بن عبد الرحمن بن عبد الله.
أما الشيخ عبد القادر الشيبي سادن الكعبة فقد نجا من الإخوان بحيلة ظريفة وذلك أنه لما وقع بين أيديهم بكى وجعلت دموعه تساقط على الأرض، فسأله أحدهم وقد سل السيف فوق عنقه قائلًا له: ليش تبكي يا كافر؟ فأجابه الشيخ يقول أبكي والله من شدة الفرح أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك بالله والكفر ولم يشأ الله أن أموت إلا مؤمنا موحدًا الله أكبر لا إله إلا الله فانخدعوا لذلك، وبكوا لبكائه ثم طفقوا يقبلونه ويهنئونه بالإسلام، وبذلك تعرف حسن نيتهم وأنهم يطلبون إعلاء كلمة الله لا غير.
وبما أنه انضم إلى الجيش النجدي فريق من عرب الحجاز وأشرافه نفرة من الحسين، وابتغاء لسقوطه، كذلك كان أشراف الحرس في مقدمة الثائرين وتبع الجيش النجدي فئات من الجيش الهاشمي، فاستولى الإخوان على بلاد الطائف، فقد كان مع هذه الأمور متكئًا على أمانيه، ولم يثبت عزمه ولا حوله ذلك مقدار ذرة عن مقصده، ولما وصل الأشراف هاربين ومن معهم بالأمير علي بن الحسن إلى عرفات، علم الملك حسين وغضب غضبة مضرية، وشرع يعد العدة لإعادة الكرة على الإخوان، ولاسترجاع الطائف بزعمه، وما علم أن منال الثريا دون منالها، والتدرع بالأكفان دون التدرع بثوب احتلالها، وعناق القنا دون عناقها، والأخذ بساق الأسد دون الأخذ بساقها، فهيهات وهيهات وأين الثريا من يد الملتمس والأماني رأس مال المفلس.
قام الحسين وجمع شتات الجند وجمع ما استطاع من البدو، وجرد نهضة جديدة مؤلفة من ٥٠٠ من النظام و ٩٠٠ من قبائل الحجاز الموالين من هذيل وقريش وبني سفيان و ٢٠٠ من أهل مكة، ثم أمر عليا على الجميع وأمره بالرجوع إلى ساحة الحرب فمشي الأمير علي بن الحسين على رأس هذا الجيش الذي بلغ عدده ألف وثلثمائة وقصد الهدي، وكان الإخوان قد علموا بزحفه وانتبهوا لذلك فحمل منهم