من الأفراد والجماعات، ثم أرسل إلى الإمام يحيى وغيره من أمراء الإسلام المستقلين هذا الكتاب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أما بعد، فقد استقبلت الطريق إلى مكة غير باغ ولا آثم، فليتفضل الأخ العظيم بإرسال من يمثله في مؤتمر مكة حبًا لنشر السلام بين الأمم الإسلامية.
سلطان نجد/ عبد العزيز
هذا فيما يختص بشؤون البلاد الخارجية فكان لكلامه أبلغ الأثر في قلوب العالم الإسلامي، حتى أن جريدة البلاغ التي تصدر في الإسكندرية علقت على كلمة ابن سعود البليغة قائلة بهذا المنهج، يذهب سلطان نجد إلى أم القرى مشهدًا لله والناس على أنه لا يتردد في تنفيذ ما صحت نيته على تنفيذه وما انتوى عمله، فما أسمى الغاية التي ينشدها، وما أحراه بتأييد العالم الإسلامي قاطبة له في تلك المهمة الشاقة التي عهدت الظروف أدائها، وأن لهجة السلطان لتذكرنا بلهجة السلف الصالح، ثم أطال بإبلاغ وإفصاح في مدح ابن سعود، وأنهم يثقون بأقواله ويؤمنون بإخلاصه وصدق طويته.
أما شؤون البلاد الداخلية فإنه جعل على حدود العراق ابن عمه عبد الله بن جلوي، لرد عاديته إن جاء منه شر، وناهيك به من رجل باقعه صلب العود شديد البطش، يستطيع أن يوقف كل معتد عند حده، وجعل على حدود سوريا الأمير الخطير وما أدراك ما هو إنه عبد العزيز بن مساعد، اليقظ الحزم القدير يراقب أعمال الأمير عبد الله بن حسين، ويمنع مساعداته إذا وردت لأخيه علي، وجعل ابنه سعود على العارض يدبر شؤونه، وأقام والده عبد الرحمن مرجعها إلى علي، وضبط شؤون بلاده لئلا ينتهز باغ فرصة غيابه عنها فأمر خيرة رجاله وأعظمهم حنكة وشجاعة وسياسة في مواقع الخطر، فإليك أيها الغر عن الوقوع في المهالك فإن في الحياض من يزود عنها، كلا والله إن الليث مفترش على برائنه للوثوب على من يقرب من الحمى وقاطنه.