عبد الرحمن السعود" وكتب على الذي يليه "جدد هذا السبيل الإِمام عبد العزيز بن عبد الرحمن السعود" وكانت هذه الكتابة بخط عربي بديع بارز قد خطت على أعلاهما وطلي بالذهب والألوان البديعة، وتم هذا العمل في هذه السنة.
وفيها أيضًا أمر جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن خلد الله ملكه بأن يفرش شارع المسعى من الصفا والمروة فشكل لذلك هيئة بأمانة العاصمة في رئاسة أمين العاصمة السابق عبد الوهاب بن حمد نائب الحرم الذي كان قد استقر عضوًا في مجلس الشورى، وفي معاونة مدير المالية محمَّد سرور الصبان وتشكلت الهيئة من مندوب جلالة الملك المعظم الوزير عبد الله بن سليمان آل حمدان وبعض أعضاء مجلس الشورى وأفراد من أعيان البلاد ممن لهم خبرة ودراية بفن العمارة المطلوبة وتقرر في ذلك الاجتماع بأن يكون فرش شارع المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يبنى بالنورة ويكون الصرف ابتداء من صندوق أمانة العاصمة مؤقتًا ثم يسدد من المالية العمومية، فابتدأ العمل أولًا بهدم عموم النواتي التي على ضفتي شارع المسعى من مبتداه إلى منتهاه فلما تم إزالة تلك النواتي ابتدأ العمل بالرصيف من الحصى وعمل لذلك احتفال عظيم حضره صاحب السمو الملكي النائب العام الأمير فيصل بن جلالة الملك ووضع الحجر الأساسي بيده ثم تلا الدعاء الشيخ محمَّد عبد الظاهر أبو السمح خطيب المسجد الحرام وإمامه لجلالة الملك عبد العزيز ابن عبد الرحمن آل سعود بدوام النصر والظفر له واستمر العمل بهمة عالية وانتهى العمل في آخر ذي القعدة من هذه السنة فأصبح شارع المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر وصار المتطوفون بين الصفا والمروة يؤدون نسكهم بكمال الراحة من وحل الشارع والغبار.
وكان جلالة الملك أول ملك اعتنى به لأنه ما قد فرش كذلك منذ فرض الله عَزَّ وَجَلَّ الحج بل منذ سكن الحجاز ولقد كثر عدد الحجاج في موسم هذه السنة، فورد من طريق البحر ووجهته مائة وأربعون ألفًا، أما الذين قدموا من البر فكان عددهم يربون على ثلاثمائة ألف وهذا شيء يندر وقوعه في تلك الأزمان، فلذلك ضاق المسجد الحرام بالمصلين فاضطرت الحكومة السعودية إلى أن تضع المظلات