الدين، فهلا قاموا بنصرة الدين وحمايته والضرب على أيدي العابثين الذين يسعون ضده وينشرون المقالات في الجرائد والمجلات مسبةً وتنقصًا له ولأهله، وكأنهم لا يسمعون، وتنقض عرى الإِسلام عروةً عروة وهم معرضون، ولو نقص أحدهم رغيف من أمور الدنيا لقام وتخبط وأرغى وأزبد، فبعدًا للقوم الظالمين.
ولما هدم ابن سعود تلك القباب المشيدة على الجهل والضلال وامتثل أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمر بهدمها قام بعض المنافقين والذين في قلوبهم مرض مستنكرًا لذلك ومستعظمًا لشأنه بقصيدة نشرها ونسبها إلى نفسه "فتى البطحاء" وأعلن المسبة والهجاء على من أزالها وأرخى زمام لسانه يشتم ويسب من أفتى بذلك ويهجن هذا العمل الحسن، فيا ويحه إذا لقي ما كتبت يداه غداة الحشر ولم ينفعه جهله، فمن أبيات القصيدة قوله:
وكم هدموا قبرًا شريفًا ومشهدًا ... لخير نبي أو لأفضل صاحب
وما تلك أوثان سررتم بكسرها ... ولكن قبور قد أشيدت لذاهب
تذكر أهليه مواضع دفنه ... وتبقى لنا ذكرى فقيدٌ وغائب
إلى أن قال: ... تضيء على الدنيا ضياء الكواكب
وقد ردَّ على هذه القصيدة فضيلة الشيخ محمَّد بن عثمان الشاوي بقصيدة طويلة، وناقش المعترض عن كل بيت منها، فجزاه الله خيرًا، ولولا خشية الإطالة لأتينا بها، ولكننا نبدي رده على هذه الأبيات لا أقل ولا أكثر.
أقول لعمري إنها لعظيمةً ... ومعضلة شنعًا وأدهى المصائب
فهيء دليلًا واضحًا نهتدي به ... وإلا فبؤ بالخزي يا شر خائب
أما أمر المبعوث للناس رحمةً ... عليًا أبا الشبلين ليث الكتائب
بأن لا يدع قبرًا منيفًا وصورةً ... فبادر بل أوصي بذا كل صاحب
رواه أبو الهياج قال فقال لي ... علي إلا بعدي تقوم بواجبي
أما في سياق الموت أعقب لعنةً ... لأهل الكتاب الأبعدين الأجانب
وذا محض تحذيرٍ لنا عن فعالهم ... عليه صلاة مع سلام مصاحب