للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نار الجوى قد سرت في الجسم بالسقم ... فالدمع ما بين مسجون ومنسجم

عم الأسى وعلا السيل الربى وربا ... وكدت لولا الحيا أصبو من الألم

أيحسب الغمران العمر لا نحس ... به فيا قرب هذا الوهم للوهم

يا عين جودي دمًا سحا على أدم ... واستنزلي عبرًا أدهى من الديم

لام العذول بإلحاح فقلت له ... إليك عني فلو أصبت لم تلم

إني كفاني من أمر دهمت به ... فالحزن مني ودائي غير منجسم

بالله دعني أنوح هائمًا وأقل ... وألهف نفسي لفقد البدر في الظلم

بحر العلوم بحور العلم تغبطه ... وابن الكريم فقل ما شئت من كرم

لاح اسمه قمرًا في اللحد منخسفًا ... حسا ومعنى فحال القلب في ضرم

هو الذي تشرق الدنيا بطلعته ... لا شمسها وأبو إسحاق ذو الشيم

سقى ضريح حماه صوب مغفرة ... من الإله مزيل الكرب والنقم

يا نفس لا تجزعي مما دهى فلكم ... لله من فرج يشفيك من ألم

فاستسلمي ودعي الأقدار جارية ... فأنت صائرة لا شك في العدم

وأنهي صلاة بتسليم يقارنها ... على شفيع الورى في مجمع الأمم

ومنهم العارف الماهر المجد في طلب العلم ذا المعرفة بأصول الدين العالم علي بن محمد الوقيصي كان رحمه الله ومن خيرة تلامذة الشيخ عمر بن محمد ابن سليم وله شهرة ومنزلة عالية وعليه آثار السكينة ونور العلم وبهاء الطاعة وكان في صفته ربعة من الرجال ناتئ الجبهة نحيف الجسم يحب أهل الدين ويميل إليهم وله معاملة في البيع والشراء لتأمين معيشته.

وقد توفى في هذا المجال حبران عالمان زاهدان هما عبد الله بن صالح الجوعي ذو العلوم الدينية والفتوحات الربانية وكان حافظًا للقرآن حسن القراءة عفيفًا تقيًا متواضعًا يحب الخمول ويؤثر التقشف ويعامل الله بالطاعة ويقرب المتقين وينتمي إليهم ويحبهم ويظهر عداوة من حاد الله ورسوله.

والحبر الثاني الزاهد العفيف الناسك "عثمان بن عبد الله بن محمد بن دخيل"