للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقل للذي قد غره منه حلمه ... متى كافأ الذئب الهزبر ينازله

ألم تر أن البحر يسلك ساكنًا ... وإن حركته الريح جاشت زلازله

فلا تخرجوه عن سجية حلمه ... فتكثر في الساعي بذاك ثواكله

ولا تستطيبوا مركب البغي إنه ... إذا ما امتطاه المرء فالله خاذله

ضمنت لباغي فضله أن يناله ... ومن يطلب اللأوا تئيم حلائله

وما نال هذا الملك حتى تقصدت ... صدور عواليه وفلت مفاصله (١)

وأنعل أيدي الجرد هام عداته ... وزلزلت الأرض البعيد قنابله

وما زاده تيه الخلافة قسوةً ... نعم زاد عفوًا حين زاد تطاوله

من القوم بسامين والوقت أكدر ... من النفع وهابين والجدب شامله

علينا لك الرحمن أوجب طاعةً ... بنصٍّ وبرهانٍ تلوح دلائله

فقال أطيعوا الله ثم رسوله ... وذا الأمر يدريه الذي هو عاقله

وقال رسول الله سمعًا وطاعةً ... لذي أمركم لو شط في الحكم عامله

ومن مات ما في عنقه لك بيعةً ... فميتة أهل الجهل يرويه ناقله

فيا معشر القراء دعوة صارخٍ ... بكم إن يكن فيكم حليمٌ نسائله

أما أخذ الميثاق ربي عليكم ... بإرشادنا للأمر كيف نعامله

فقوموا بأعباء الأمانة إنما ... بأعناقكم طوقٌ يعانيه حامله

وقولوا لقومٍ ليس فيهم رويةً ... ولا نظر فيما يحاذر آجله

إذا عقد الصلح الإمام لكافرٍ ... يرى أنه لا يستطيع يطاوله

وفيه لدنيانا صلاح وديننا ... ودفع أذى عنا تخاف غوائله

فذا جائزٌ في الشرع من غير شبهةٍ ... فياليت شعري هل يفند فاعله

إليكم بني الإسلام شرقًا ومغربًا ... نصيحةً من تهدي إليكم رسائله


(١) يقول ما نال هذا الملك بالهوينا أو إعطاء أحد هذا الملك ما ناله حتى تكسرت رماحه وتثلمت سيوفه وجعل هام أعدائه نعالًا لخيله، فاحذروا أن تكونوا من جملة تلك النعال.